التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 08:33 م , بتوقيت القاهرة

صحف أمريكية تنعي الملك عبدالله وتتساءل عن مستقبل المملكة

رغم مرور ساعات قليلة على إعلان خبر وفاة عاهل المملكة العربية السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز إلا أن أصداء الخبر ظهرت آثارها على الاقتصاد العالمي، وحتى في السعودية نفسها التي أصدرت مرسوما بمبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز ملكا، وسط إشارات إلى أن هذا الإعلان تم لضمان استقرار المملكة، كما شملت الأصداء العالمية ردود أفعال بعض الصحف الأمريكية على الخبر.


فاينانشيال تايمز، وصفت عبدالله بالمصلح الاجتماعي الحذر، الذي ساعده اعتلاء العرش في استعادة بعض الشرعية للعائلة المالكة، ومكنه من قيادة المملكة في بعض أوقاتها الأشد حرجا، وأشارت إلى أن مبايعة سلمان بن عبد العزيز ملكا للسعودية جاءت في فترة دقيقة، تزامنت مع صعود المقاتلين الجهاديين في العراق وسوريا، وهو ما يهدد الاستقرار الإقليمي، خاصة بعد تنفيذ تنظيم داعش عمليات داخل المملكة.


كما أشارت الصحيفة إلى قلق المستثمرين بعد ارتفاع سعر النفط وقيمة العقود الآجلة بنسبة 3% في تعاملات نيويورك بعد الإعلان عن وفاة الملك عبد الله، وهو ما يعيد طرح التساؤلات حول السياسة النفطية للمملكة ورفضها لتخفيض إنتاج الأوبك من أجل دعم أسعار النفط المنخفضة في محاولة للحفاظ على حصتها في السوق.


الملك الحذر الذي أجرى إصلاحات محدودة، هكذا وصفته صحيفة واشنطن بوست، وقالت إنه اكتسب سمعته كمصلح دون أن يغير من هيكل السلطة بالمملكة، واستطاع أن يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت سلك مسارا مستقلا في سياساته الخارجية.


وقالت إن الملك عبد الله جمع في أسلوبه بين الشخصية المحببة والصدق والبراعة في التعامل مع وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنه اشتهر بين شعبه بإصلاحاته التي جاءت بعد فترة من الفساد والاستبداد، حيث وجه مليارات الدولارت لتحديث النظام التعليمي السعودي وتعزيز الانفتاح الاقتصادي، وتقييد الشرطة الدينية، إلا أن هذه الإصلاحات لم يصل تأثيرها بعد للسياسة.


وأشارت إلى أنه بعد تنصيب الملك عبد الله ملكا على السعودية أصبحت المملكة أكثر انفتاحا على المشاريع الاقتصادية وأكثر تقبلا لمناقشة القضايا بشكل عام حتى أنها كانت تشجع السياحة، لكن من ناحية أخرى، لا تزال السلطة في قبضة العائلة المالكة، بدعم من المؤسسات الدينية الخاضعة.


وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إن وفاة الملك عبد الله، قائد واحدة من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية في العالم في الوقت الحالي، جاءت مع ظهور تحد جديد أمام المملكة قادم من اليمن، بالإضافة إلى علاقاتها المضطربة مع الولايات المتحدة والمطالبات الداخلية بالاستقلال والخلافات الاجتماعية بين المتعصبين الدينيين والإصلاحيين المتحمسين.


كما أشارت إلى البيان الذي أصدره الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأب، ووصف فيه الملك الراحل بـ"الصديق العزيز والشريك" وألمح خلاله إلى تحالف البلدين خلال حرب الخليج في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ووصفه بأنه "لحظة لا مثيل لها تمثل التعاون بين دولتين عظمتين".


وقالت صحيفة نيويورك ديلي نيوز إن محاولات الملك عبد الله لتشكيل الشرق الأوسط كانت أكبر من أسلافه، إلا أن أهم أولوياته كانت مواجهة نفوذ إيران والشيعة في منطقة الخليج، بتأييد الفصائل السنية ضد حلفاء طهران في العديد من الدول.


وأشارت مجلة تايم الأمريكية إلى تقديم زعماء العالم العزاء بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله، حيث أصدر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بيانا ينعي فيه الملك، مشيدا بإسهاماته من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط وعلاقاتهما كحليفين، ووصفه الرئيس الأسبق، جورج بوش الأب بأنه "حليف حكيم وموثوق به، ساعد بلادنا على بناء علاقة استراتيجية وصداقة دائمة".


كما عبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن حزنه لوفاة الملك، وقال إنه يأمل في استمرار العلاقات الطويلة والعميقة بين المملكتين، بينما نعى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الملك بتغريدة على حسابه بموقع تويتر وصفه فيها بأنه "صوت له سلطة ترك أثر دائما على بلاده"، وأشاد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بقيادة الملك لمبادرة السلام العربية واصفا إياها بأنها أحد إنجازاته الرئيسية، وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، رسالة تعزية، قال فيها إن الملك "ترك إرثا لازالت آثاره واضحة على الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط".