التوقيت الإثنين، 20 مايو 2024
التوقيت 01:15 م , بتوقيت القاهرة

السعودية محاصرة بين فوضى الشمال واضطرابات الجنوب

أكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في دراسة بحثية أمس الثلاثاء، أن المملكة العربية السعودية أصبحت بين مطرقة الفوضى في العراق وسندان الاضطرابات في اليمن، بعد الاضطرابات الواسعة التي تشهدها الساحة اليمنية الآن.


وأوضحت الدراسة التي أعدها، سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، أن الارتباط السائد في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن استولى متمردون حوثيون على القصر الرئاسي في 20 كانون الثاني/يناير وحاصروا مسكن الرئيس عبده ربه منصور هادي ومنزل رئيس الوزراء خالد بحاح. وتم إطلاق النار أيضاً على سيارة تابعة للسفارة الأمريكية، سبب توترا حاد في الأوساط السعودية التي تقع حدودها الجنوبية مع اليمن.


حسابات معقدة


وأوضح هندرسون، أن خيارات السعودية في اليمن معقدة للغاية، فمن جهة هناك حساسيات بين النظام السعودي والنظام اليمني برئاسة منصور هادي، لاسيما أن الأخير كان ركنا في نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي كان بدوره ذو تحفظات على سياسة المملكة تجاه اليمن.


وتابع بأن السعودية لا تستطيع أن تثق كذلك في المتمردين الحوثيين، من الطائفة الزيدية، المرتبطة بالإسلام الشيعي، والمرتبطين بإيران، كقوة إقليمية مناوئة للسعودية، ولذلك فأي تقدم يحرزه الحوثيين في اليمن ينظر له أنه تقدما استراتيجيا لصالح إيران ضد السعودية.


وكشف هندرسون عن أن شبكة سي إن إن الأمريكية أذاعت نبأ مرابطة سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر لإجلاء الرعايا الأمريكيين من السفارة إذا لزم الأمر، وهو ما يشير إلى أن الأمور قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة.


مرض الملك


وألمح هندرسون، إلى أن مرض الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أثر على تعامل المملكة مع مستجدات الأوضاع في اليمن، موضحا أن تقسيم ملف اليمن بين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، الذي يتولى قضايا مكافحة الإرهاب، ووزارة الدفاع تحت إدارة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، يبدو أنه يربك السعودية تجاه اليمن.


مخاطر متنامية


وأكدت الدراسة أن اضطرابات اليمن تمثل كذلك نكسة للجهود المبذولة لحشد تحرك ضد جماعات تنظيم «القاعدة» والتي وجدت ملاذاً لها في اليمن، مشيرا إلى أن انه في حال انفصال جنوب اليمن، فإن ذلك سيصعّد من حالة انعدام القانون في مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي.


أما بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، فإن الأحداث في صنعاء تعني أنه يتوجب على الرياض أن تتعامل على نحو متزايد مع جبهتين: قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) السنية في الشمال، والقوى الشيعية الحوثية - التي تعتبرها المملكة عميلة لإيران - في الجنوب.