التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 03:36 م , بتوقيت القاهرة

حقيقة فتوى برهامي عن "الدورة الشهرية"

انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية، فتوى لنائب رئيس الدعوة السلفية، تحت عنوان "برهامي: الدورة الشهرية عند السيدات من الشيطان"، نقلا عن موقع أنا السلفي.. ولكن ما حقيقة هذه الفتوى؟


منذ أيام سألت إحدى السيدات برهامي سؤالا قالت فيه: "قال بعضهم إن الاستحاضة من فعل الشيطان، وأيضا بتأثير العين والحسد، وذكر حديثا فيه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال للتي سألته عن الاستحاضة: (إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ) "رواه أحمد وأبو داود والترمذي".


 وقال إن على المستحاضة أو التي ينزل عليها نزيف أن تلجأ للرقية الشرعية من العين والحسد، وذكر أشياء مثل هذا، فهل هذا الكلام صحيح؟


رد برهامي:


رد عليها ياسر برهامي بقوله: "لا مانع مِن الرقية، ولكن لا يلزم أن تكون الاستحاضة بسبب العين والحسد؛ قد تكون كذلك، وقد تكون مرضًا عاديًا؛ لخلل في الهرمونات أو ضعف في الغشاء المبطن لجدار الرحم أو غير ذلك مِن الأسباب الطبية، ولا تعارض بين هذا وبين أنها من الشيطان، فالشيطان يسعى لضرر الإنسان بكل ما يستطيع".



الفرق بين الدورة الشهرية والاستحاضة:


هناك فرق كبير بين الحيض (الدورة الشهرية) والاستحاضة، في الأحكام والمظاهر، فمن حيث اللون: دم الحيض أسود والاستحاضة دمها أحمر، ومن حيث الرِّقَّة: فدم الحيض ثخين غليظ والاستحاضة دمها رقيق، ومن حيث الرائحة: دم الحيض نتن كريه والاستحاضة دمها غير نتن لأنه دم عرق عادي، ومن حيث التجمد: دم الحيض لا يتجمد إذا ظهر والاستحاضة دمها يتجمد لأنه دم عرق.


 وفي الحيض لا تقوم المرأة بالأحكام الشرعية، فلا تصلي ولا تصوم، أما في الاستحاضة فهي تتحفظ، ثم تتوضأ لكل صلاة، وتصلي وتصوم، فالمستحاضة حكمها في العبادة حكم الطاهرة.



حديث ركضة الشيطان:


عن عمران بن طلحة، عن أمه "حمنة بنت جحش" الملقة بـ"أم حبيبة"، قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة طويلة فجئت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه، وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب فقلت: يا رسول الله، إن لي حاجة، قال: " ما هي أي هنتاه"، قلت: إني أستحاض حيضة كثيرة طويلة قد منعتني الصلاة والصوم، فما تأمرني فيها؟.


فقال الرسول: "أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم" قلت: هو أكثر من ذلك، قال: " فتلجمي" قلت: هو أكثر من ذلك، قال: " فاتخذي ثوبا"، قالت: هو أكثر من ذلك يا رسول الله، إنما يثج ثجا، قال: " سآمرك بأمرين أيهما فعلت ذلك فقد أجزأك من الآخر، وإن قويت عليهما فأنت أعلم"، وقال: "إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان  قال: "ستحيضين ستة أيام أو سبعة في علم الله، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستيقنت فصلي أربعة، وعشرين ليلة، وأيامها أو ثلاثا وعشرين، وأيامها، وصومي فإن ذلك يجزئك، وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء، ويطهرن لميقات حيضهن، وطهرهن، وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلي لهما جميعا، ثم تؤخري المغرب وتعجلي العشاء فتغتسلين لهما وتجمعين بين الصلاتين وتغتسلين مع الفجر فكذلك فافعلي، وصومي إن قدرت على ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وهذا أعجب الأمرين أن تلجمي " يعني تستثفري.



معنى الحديث:


جاء فى كتاب "عون المعبود في شرح أبي داود"، قال الخطابي: يعني أن الشيطان قد وجد به طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها وصار في التقدير كأنه ركضة نالتها من ركضاته".


وفي الحديث المرأة فهمت أن الاستحاضة هي حيض فتوقفت عن التكاليف الشرعية من صلاة وصيام، فقال الرسول أن هذا الوسواس الذي يجعلها تخلط بين الأمرين هو من الشيطان، وعليها أن تعلم أن الدورة الشهرية لن تزيد عن 6 أو 7 أيام، وبعد ذلك تتطهر وتصلى وتصوم لأنه لو نزل دم فهو استحاضة وليس حيض.


وبرهامي عرض ما يحدث للمرأة وفق رؤية الأطباء، ولم ينف أن تكون الاستحاضة أيضا من وساوس الشيطان، ليبعد المرأة عن الصلاة والصيام، من خلال إيهامها بأنها في أيام الحيض.