التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 12:49 ص , بتوقيت القاهرة

السد العالي.. مشروع عبد الناصر الذي أنقذ مصر من الفيضان

سد ركامي طوله 3830 مترا منها 520 مترا بين ضفتي النيل، ويمتد الباقي على هيئة جناحين على جانبي النهر، ويبلغ ارتفاعه 111 مترا فوق منسوب قاع نهر النيل وعرضه عند القمة 40 مترا، ومحطة كهرباء على الضفة الشرقية للنيل معترضة مجري قناة التحويل التي تنساب منها المياه إلى التربينات من خلال ستة أنفاق مزودة ببوابات للتحكم في المياه.


إنه "السد العالي".. سد مصر المنيع الذي تكلف بناؤه 450 مليون جنيه،  هو المشروع الذي تقدم به المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس إلى قيادة ثورة 1952، لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، وبناء على قرار مجلس قيادة الثورة، وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات، تأكد أن المشروع قادر على توفير احتياجات مصر المائية وبدأت الدراسات في 18 أكتوبر 1952.



وفي 27121952 تم توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد، وفي مايو 1959راجع الخبراء السوفييت تصميمات السد واقترحوا بعض التحويرات الطفيفة التي كان أهمها تغيير موقع محطة القوى واستخدام تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال عند استخدامها في بناء جسم السد، وفي ديسمبر 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.



وفي منتصف مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلى قناة الحويل والأنفاق وإقفال مجري النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة، وفي المرحلة الثانية تم الاستمرار في بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.


 انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر 1967، وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ عام 1968 في منتصف يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع، وفي 15 يناير1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي، بحضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ونيكيتا سيرغيفيش خروتشوف الزعيم الشيوعي السوفييتي.



 إيجابيات السد العالي وسلبياته


 حمى السد العالي مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلى 1987، حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.


كما واجه السد العالي أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1998 إلى 2002، فلولا وجود السد العالي لهلك الحرث والنسل وتكبدت الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة.


وساعد السد العالي على التوسع في المساحات الزراعية نتيجة توفر المياه، أفقيا ورأسيا، كما عمل على زيادة أنوع المحاصيل الزراعية بسبب كثرة المياه والذي ساهم بارتفاع نسبة الزراعات بنسبة الثلث لكل عام.



السلبيات


تسببت بحيرة ناصر بغرق العديد من القرى النوبية والذي أدى إلى ترحيلها الأمر المعروف بـ"الهجرة النوبية"، كما تسببت البحيرة بحجز الطمي الناتج عن الفيضانات عن وادي النيل وضفتيه.


محطة الكهرباء


تتواجد محطة الكهرباء عند مخارج الأنفاق ويتصل بكلا منها توربينات لتوليد الكهرباء والذي يبلغ عددها 12 توربينا قدرة الواحد منها 175 ألف كيلووات، القدرة الإجمالية للمحطة 2.1 مليون كيلووات، الطاقة الكهربية المنتجة 10 مليار كيلووات ساعة سنويا.