التوقيت الجمعة، 17 مايو 2024
التوقيت 12:55 م , بتوقيت القاهرة

بين المعارضة والنظام السوريين.. لاغالب ولا مغلوب

تتشابك قضايا الأزمة السورية، بين إشكالية الصعوبات السياسية والقانونية، إضافة إلى غياب رؤية موحدة بين أطيافها المتنازعة على مصالح النفوذ والسلطة بين ما يسمى معارضة الداخل الممثلة في هيئة التنسيق الوطني، التي يرها البعض حليفة لبشار الأسد، والائتلاف المعارض، الذي يعاني من إشكاليات سياسية ودولية ومثقل بأعباء يعجز عن تغطيتها تجاه شريحة واسعة من المواطنين السوريين، إضافة إلى مشكلات فنية يعاني منها الائتلاف أساسا.


يقابل ذلك تماسكا واضحا لنظام بشار الأسد في دمشق، رغم الضعف العميق الذي يمر به والمشكلات الاقتصادية المُسعفة بالدعم المالي الإيراني والروسي، ما يطرح التساؤل حول امتداد حالة اللاغالب ولا مغلوب في الأزمة السورية، ومن المستفيد في حالة الركود السياسي والعسكري، في وقت يدفع فيه المواطنون السوريون ثمن هذه الحرب.


معاناة حقيقة


يقول عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، الدكتور عبدالباسط سيدا، لـ "دوت مصر"، "ما يحصل الآن هو معاناة حقيقية، المبادرات التي تطرح من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا، فان دي ميستورا، إلى جانب المباركة الأمريكية والروسية لذلك، هذه مسائل لا ترتقي لمستوى التحديات القائمة".


وأكد سيدا "إننا نؤمن أن الحل السياسي هو الأساس، لذلك احترمنا المبادرات جميعها بدءا من مبادرة الجامعة العربية مرورا بكوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، لكن الحديث عن مقولة لا غالب ولا مغلوب، كما في لبنان، تختلف عن الوضع في سوريا".


وأوضح "في لبنان الخلاف كان بين فئات مجتمعية، بالتالي كان التوجه نحو حل سلمي وطني، لكن في سوريا يوجد سلطة تقتل الشعب منذ 4 أعوام، وهي مجموعة قليلة سيطرت على الحكم، في وقت صمت دولي وسلبية في الموقف أدى لازدياد القتل وظهور الإرهاب".


خلافات بينية


ويتابع سيدا حول وضع المبادرة السورية والتشتت القائم، "المعارضة السورية مشغولة بخلافاتها وتكتلاتها، الخلافات البينية تعطي دورا أكبر وتؤدي لغياب رؤية مشتركة وواضحة للأزمة السورية، والائتلاف لديه أزمة بنيوية منذ تأسيسه، في كل مرة نحاول أن نلملم الصفوف لعل وعسى أن نواجه التحديات المقبلة".


يضيف سيدا من العاصمة السويدية استوكهولم، "بعض القوى تلعب على وتر الخلافات لتفتيت المعارضة بصورة أكبر، حاليا هناك دعوة موسكو بطريقة سيئة، حين دعت المعارضة محددة  مجموعة من الأشخاص للحوار، وكان هناك تحذير من موسكو في قضية الحضور، العملية في النهاية خاصة بالسوريين والمجتمع الدولي، وعلى الأخير أن  يساعد السوريين لا أن يقف ضدهم".


كلام عشوائي


وقال المحلل السياسي السوري، عمر الحبال، لـ"دوت مصر" إنه لا معنى لترحيب المسؤولين في واشنطن بجهود موسكو في حين أنهم يعلمون أنها دعوة فاشلة، مضيفا "حتى المعارضة التي تعمل إلى جانب النظام مترددة من الذهاب لموسكو لأنه لقاء فاشل ولن يكون هناك شيء نهائيا".


وأضاف من مقر إقامته بالقاهرة، "بالنسبة لتراجع المعارضة، هناك حالة سبات شتوي، ونوع من الركود على الجبهات والأوضاع المناخية والتكاليف العالية للشتاء، وبالنسبة لدي ميستورا فهو لا يوجد عنده حل مكتوب، ما يملك مجرد كلام، هدن مؤقتة بدءا من حلب، لا أحد يأخذ بها، لأنها عملية لإنجاح النظام في جبهة حلب، حتى يستعيد قوته في مناطق أخرى ثم يعود لحلب، ولا توجد مبادرة مكتوبة ولا ضمانات دولية".


إفشال المعارضة


ويقول الحبال، "الأسد بحالة ضعف واضحة خصوصا بسبب الموقف الإيراني وهي تمده بالمال والسلاح والرجال، اليوم إيران بدأت تصرخ من الألم بسبب أسعار النفط، أما بالنسبة للثورة فهو تشتتها وضعفها، المعارضة على الأرض قوتها تأتي من تمويلها وهي لم تستطع تأمين وسائل تمويل ذاتي، في هذه الحالة تم تدويل القضية، وأصبحت المعارضة أقطاب وكل قطب يعود لجهة محددة".


وبشأن ائتلاف المعارضة، قال الحبال إنه يقدم دعما بسيطا للاجئين على الأرض وبعض القوى الثورية، فهو لم يستطع تأمين تمويل داخلي ولم يدعم قانونيا، مؤكدا أن هناك محاولة لإفشال الائتلاف وإضعافه لاعتقاد أنه يمكن أن يوقع على تنازلات، ومع ذلك الائتلاف لا يستطيع أن يوقع أو يوافق على شيء سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وليس لديه قوة على الأرض في مقابل تلقي النظام الدعم من إيران وروسيا ماليا وعسكريا".