التوقيت الجمعة، 17 مايو 2024
التوقيت 08:10 ص , بتوقيت القاهرة

القات.. القاتل الخفي لأطفال اليمن

على الرغم من إدراج منظمة الصحة العالمية له عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، وتحذيراتها من الأضرار الصحية الجسيمة لاستهلاكه، إلا أن تعاطي نبات القات لايزال منتشرا على نطاق واسع في اليمن، ليس فقط بين الشباب وكبار السن، لكن بين الأطفال أيضا.


وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن نحو 90% من الذكور البالغين في اليمن يمضغون القات، وأن ما يصل إلى 50% من النساء، و15 إلى 20% من الأطفال دون سن الـ12 أيضا يتناولون القات يوميا.



القات.. ما هو؟


القات.. هو أحد النباتات المزهرة التي تنبت في شرق إفريقيا واليمن، يحتوي على مركبات عضوية أهمها "الكاثين" و"النوربسيدو إفيدرين"، وهي مواد تتشابه في تركيبها مع "الأمفيتامين" المنشط، ويسبب تعاطيه انعدام الشهية وحالة من النشاط الزائد، ومن الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان (أقل من الكحوليات والتبغ)، لذلك فهو محظور في أغلب دول العالم.


طرق التعاطي


يضع المتعاطي أوراق القات في فمه، ثم يقوم بمضغها وتخزنيها في أحد شدقيه ويمتصها ببطء عن طريق الشعيرات الدموية في الفم، أو يبتلع المتعاطي عصيرها مع قليل من الماء أو المياه الغازية بين الحين والآخر.


وتستمر عملية الاجترار هذه لساعات طويلة، فيبدأ المضغ (التخزين) بعد تناول الغداء، الذي يكون غالبا بين الواحدة والثانية ظهرا إلى قبيل غروب الشمس، ثم يعاود بعضهم التعاطي مرة أخرى حتى ساعة متأخرة من الليل.


الأطفال في خطر


أفاد تقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد" اليوم، الخميس، أن تناول القات لا يقتصر على الشباب وكبار السن وحسب في اليمن، بل للأطفال، من سن 10 سنوات وما فوق، نصيب في تناوله بل وزراعته والترويج له، ولا عجب في ذلك وهم يشاهدون آباءهم أو أشخاصا أكبر منهم يمضغونه بشكل مستمر.


ويعيش الكثير من الأسر اليمنية في الريف على زراعة وبيع شجرة القات، ويجبر الأطفال على العمل في مجال زراعة النبتة والترويج لها، وينخرطون في عملية الزراعة والري ورش أشجار القات بالمبيدات الزراعية المهربة وغير الخاضعة لرقابة وزارة الزراعة، ما يعرضهم لأمراض خطيرة، على رأسها الأمراض التنفسية والجلدية ولأنواع مختلفة من السرطان.



إذا عرف السبب


وبحسب التقرير، لا يعرف بعض الآباء مخاطر نبتة القات على أطفالهم كونهم من متناوليها، بل إن بعضهم يحث أطفاله على مضغ القات باعتبارها تعزز مكانة الطفل وتظهره كرجل ناضج من وجهة نظرهم.


وقد أشارت دراسة سابقة إلى أن نسبة الآباء الذين يزودون أبناءهم بالقات تصل إلى 36% من مجموع الأطفال الذين يمضغونه، بينما تصل نسبة الآباء الذين يعطون أطفالهم القات لأول مرة إلى 40.5% من مجموع الأطفال المخزنين، والبالغ عددهم 400 طفل استهدفتهم الدراسة العلمية.


وتنتشر ظاهرة تناول الأطفال للقات بسبب الملل أو كمحفز للمذاكرة أو لتقليد البالغين، لكن الكثير من أطفال الشوارع المتسولين أو الأطفال العاملين والفئات الأكثر ضعفا في اليمن، الذين يشكلون النسبة الأكبر، يمضغون نبتة القات لتساعدهم على الصمود طوال فترة عملهم.



ضار جدا بالصحة


من جانبهم، يرى الأطباء أن القات ليست له أي فوائد صحية كما يتوهم بعض المتعاطين، ويعددون الكثير من الأمراض التي تسبب فيها القات، ومنها صعوبة التبول، والإفرازات المنوية اللإرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ، لتأثير القات على البروستاتا والحويصلة المنوية، وما يحدثه من احتقان وتقلص، كذلك يتحدث الأطباء عن الضعف الجنسي كأحد نتائج إدمان القات.


أيضا يحتوي القات على منشطات ذهنية تزيد من حالة النشاط تستمر من ساعة ونصف إلى 3 ساعات، إذ سرعان مايراود الخمول الجسد، ويدفعه للمزيد من تلك النبتة المسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية المفاجئة، وهي سبب رئيس في انعدام الشهية والأورام الخبيثة في الفم.



يسبب الوفاة


وبشأن الأطفال، يؤكد الأطباء أن تناول الطفل للقات يسبب إصابته ببعض أنواع السرطانات، خلافا عن سوء التغذية والهزال وبطء نمو الجسم، التي يمكن أن تصاحب الطفل حتى الكبر، كما يمكن للطفل أن يصاب بعدة أمراض معوية.



ويلقى بعض الأطفال حتفهم بعد اختناقهم بنبتة القات، وكان آخر الضحايا طفل يبلغ من العمر 11 عاما، في منطقة خولان جنوب شرق صنعاء، الذي خرج للعب بكرة القدم واختنق وهو يمضغ القات.