التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 05:23 ص , بتوقيت القاهرة

مرشدو اللغات النادرة عاطلون بسبب التصاريح و"الليدر" الأجنبي

تسببت "تصاريح الترجمة والقوانين" التي تصدرها وزارة السياحة ووصفت بـ "العقيمة"، في انهيار ممارسة اللغات النادرة التي ينطق بها بعض المرشدين السياحيين في مصر، فضلا عن ضغوط الشركات الكبرى في انهيار أصحاب اللغات النادرة من المرشدين السياحيين الذين يجيدون تلك اللغات بطلاقة يحسدون عليها، بعد أن تحولوا إلى مرشدين "صم وبكم " لا يقومون سوى بمرافقة المجموعة السياحية أثناء زيارتها للمعالم الأثرية، وذلك بالمخالفة للقانون الذى يمنع ممارسة الأجانب لمهنة الإرشاد السياحي.


وقال المرشد السياحى  للغة الإسكندنافية ياسر العمارى لـ " دوت مصر " أن عدد المرشدين السياحيين الذين يتحدثون اللغات النادرة كالإسكندنافية " النرويج والسويد والدانمارك وإيسلندا وفنلندا "والمجرية والرومانية والكرواتية وغيرها يصل إلى 52 مرشدا سياحيا فقط، وسط الآلاف من المرشدين السياحيين أعضاء النقابة.


وأوضح العماري، أنه رغم إجادتهم لتلك اللغات بطلاقة إلا أنهم لا يعملون فى مهنة الإرشاد السياحى وقيادة المجموعات السياحية القادمة من تلك الدول، وشرح التاريخ المصري وأسرار الحضارة المصرية بعد أن سيطر عليها ما يسمى " التور ليدر" الأجنبي، أي قائد المجموعة السياحية الذي عادة ما يكون من نفس جنسية المجموعة.


في حين قال مرشد اللغة المجرية نور عبد الحميد، إنه بالرغم من أن القانون يمنع عمل الأجانب بمهنة الإرشاد السياحي، والتى ترتبط بالأمن القومي، إلا أنه تقرر قبل سنوات إصدار ما يعرف بـ " تصريح ترجمة" بسبب عدم توافر المرشد السياحى الذى يجيد تلك اللغات، ويسمح من خلاله للمرافق الأجنبي بالترجمة للمجموعة السياحية، نقلا عن المرشد السياحي المصري الذي يتحدث الإنجليزية.


وأضاف أن هذا القرار أسيئ استخدامه ليتولى المرافق الأجنبى المهمة بالكامل، بداية من انطلاق الرحلة من البلد المصدر، وحتى العودة إليه ليتحول المرشد المصري إلى مجرد "خيال مآتة وغطاء" للمرشد الأجنبي .


 


وأضاف بأنه رغم توافر عدد من المرشدين المصريين الذين يجيدون تلك اللغات، إلا أن قانون وزارة السياحة  الذى يشترط توافر 5 مرشدين سياحيين يجيدون تلك اللغة النادرة في كل منطقة من المناطق السياحية الخمسة، وبواقع 25 مرشدا يقف حائلا أمامهم ويمنعهم من العمل، مؤكدا أن الوزارة تصر على توافر خمسة مرشدين للغة المجرية بالأقصر وحدها على سبيل المثال للاعتراف بهم لكنها ترفض مساعدتهم رغم توافر  أربعة مرشدين.


وأكد المرشدون المتضررون، على ضرورة تغيير تلك القوانين العقيمة، وإعطاء الأولوية للمرشد السياحي المصري، خاصة وأن " التور ليدر" الأجنبي لم يقرأ سوى كتاب أو كتابين عن التاريخ والحضارة المصرية، بينما درس المصري تاريخ بلاده جيدا عبر سنوات طويلة، ثم أتقن اللغة بالدراسة والسفر ومعايشة الناطقين بتلك اللغات، فضلا عن المعلومات المضللة التي يقدمها بسوء نية بعض هؤلاء لخدمة أغراضهم فى تزييف التاريخ المصري.