التوقيت الإثنين، 17 يونيو 2024
التوقيت 02:52 م , بتوقيت القاهرة

دول الخليج تتكاتف خلف البحرين أمام "نصر الله"

جاءت التصريحات غير المسبوقة للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، خلال وقت سابق، حول الأزمة السياسية في البحرين، وتشبيه نصر الله لما يحدث في البحرين بما يحدث في الأراضي المحتلة في فلسطين، ليفجر أزمة جديدة بين الحزب قريب الصلة بإيران، ودول مجلس التعاون الخليجي.



وكان نصر الله هاجم مملكة البحرين على خلفية القبض على الشيخ على سالمان، الأمين العام لجمعية الوفاق (كبرى تيارات المعارضة في البحرين)، لاتهامه بالتحريض على كراهية النظام، ووصف السلطات البحرينية بالقمعية.


موجة استدعاءات 


وعلى خلفية تلك التصريحات استدعت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض السفير اللبناني لدى الرياض، عبد الستار عيسى وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات نصر الله تجاه مملكة البحرين، داعية بيروت توضيح موقفها من هذه التصريحات.


وأعلنت الأمانة العام لمجلس التعاون الخليجي في الرياض أن الأمين العام للمنظمة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، استدعاء السفير اللبناني لدى الرياض وسلمه مذكرة احتجاج على تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" تجاه مملكة البحرين، داعية الحكومة اللبنانية إلى توضيح موقفها من تلك التصريحات.


فيما قال الزياني، إن تصريحات نصر الله تعد سابقة عدائية غير مسؤولة، باعتبارها تحريضًا صريحًا على العنف، وتدخلاً في الشؤون مملكة البحرين.


وفي أبوظبي، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفير لبنان لديها حسن يوسف سعد وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، على تصريحات نصر الله، ووصفتها بالعدائية.


وأعرب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية بالإمارات طارق الهيدان، عن إدانة دولة الإمارات العربية المتحدة الشديدة لتصريحات نصر الله، ووصفها بالتحريضية والبغيضة والمرفوضة.


وفي المنامة قامت وزارة الخارجية البحرينية باستدعاء إبراهيم إلياس عساف القائم بأعمال سفارة لبنان لدى المملكة، احتجاجا على التصريحات.


 وطالبت البحرين "بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحاسمة تجاهها، كونها تتنافى تماماً مع طبيعة العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ولا تنسجم أبداً مع مساعيهما لتطوير هذه العلاقات وتنميتها في مختلف المجالات".


رأس حربة لطهران 


وقال الدكتور أنور عشقي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجدة، إن الرد الحاسم لدول الخليج على تصريحات نصر الله، جاء ليؤكد تضامنها الكامل مع مملكة البحرين إزاء أي تهديدات أو محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى انه ليس خافيا على أحد أن حزب الله يعد رأس حربة لإيران في المنطقة، وأغلب الظن أن مثل تلك التصريحات الأخيرة تاتي بإيعاز من طهران.


وأوضح عشقي، لـ"دوت مصر"، أن توقيت التصريحات الأخيرة ياتي بالتزامن مع تصاعد النبرة العدائية للمسؤولين الإيرانيين تجاه دول المنطقة، فتارة يتهمون دول الخليج بالسعي للضرر الاقتصادي بإيران في أزمة انخفاض أسعار النفط، في الوقت الذي تتكبد فيه الاقتصاديات الخليجية خسائر هي الأخرى مثلها مثل أغلب الاقتصاديات العالمية، وتارة آخرى تتهم إيران دول خليجية بتدبير مؤامرة ضدها.


وأشار مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، إلى أن الخليج لم يكن على وفاق مع حزب الله اللبناني أصلا، لتكون هناك أزمة، طالما حزب الله يرتبط بأجندة النظام الإيراني سواء في سوريا أو المنطقة.


وحول إمكانية تأثر العلاقات بين دول الخليج ولبنان بسبب التصريحات الأخيرة، أكد عشقي أن العلاقات بين دول الخليج ولبنان قوية وستظل قوية، وستظل دول الخليج داعمة لمؤسسات الدولة اللبنانية، والجميع يعلم تعقيد الوضع في لبنان وعدم خضوع حزب الله لسيطرة الدولة اللبنانية.