التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 10:30 م , بتوقيت القاهرة

"لمياء" فتاة تهرب من جحيم أمها إلى برد الشارع

لم تجد الفتاة الصغيرة، نحيفة الجسد، حلا أمامها سوى أن تترك منزل والدها الذي ترعرعت وكبرت به، غير مبالية ببرودة الجو القاسية، وقررت أن ترحل فجرا إلى مكان يأويها ويرحمها من قسوة والدتها التي ألقت بحنانها خلف ظهرها، ودأبت على تعنيف طفلتها التي لم تتجاوز الخامسة عشر عاما من عمرها.


هذه هي بداية الواقعة الغريبة التي شهدتها محافظة المنيا، وكشف المباحث عنها النقاب، لتفضح المستور حول الأسباب التي دفعت الطفلة "لمياء" أن تغادر بيتها وتذهب إلى محطة القطار، دون أن تدري إلى أي أين سينتهي بها المطاف.


اشتبه رئيس مباحث سكة حديد المنيا، في إحدى الفتيات في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا، بعدما شاهدها ترتعش من شدة البرودة، وتقف أمام شباك التذاكر، وبسؤالها عن إمكانية احتياجها للمساعدة، قدمت له الشكر، ثم أخذت عيناها تذرف الدموع، وبسؤالها عن اسمها ترددت في الإجابة، ثم قالت "لمياء عيسى"، وبالحديث معها وإعادة سؤالها عن اسمها مرة أخرى قالت اسما مختلفا، وهنا شك الضابط في أمرها وقام باصطحابها إلى مكتبه لمعرفة ما وراء هذه الفتاة، وتبين أنها تدعى لمياء السيد "15 سنة" وقالت بصوت مرتجف "أرجوك مش عاوزة أرجع البيت.. أمي مش بتحبني، لم أقم بتضييع مبلغ الـ 50 جنيها، كل شي والدتي تتهمنى به، كرهت الدنيا، ولذلك قررت الرحيل".


وإستطردت لمياء قائلة "والدتي دائما تعاملني بصورة سيئة حتى أمام الناس، لم تفكر للحظة أنني فتاة، وأن ذلك يقلل مني أمامهم، فهي تنظر لي كطفلة صغيرة، غير مدركة لما يحدث حولها، قد أكون قصرت فعلا في حق أسرتي بسبب رسوبي المتكرر في المدرسة، ولكن ذلك ليس سببا لأن تعتدي علي بالضرب أمام الآخرين وتحبسني في المنزل كعقاب على أي شيئ ترى أنني أخطأت فيه من وجهة نظرها، حتى وإن لم أكن أخطأت في شيئ".


وقالت لمياء للضابط "أول أمس كانت والدتي تضع مبلغا ماليا في أحد أدراج المطبخ، وعندما جاءت لأخذه وجدته ينقص 50 جنيها، فسألتني؟ فأخبرتها بأنني لا أعرف إن كانت تضع أموالا في هذه المكان فأخذت تعتدي علي بالضرب وسبي بالفاظ لا تخرج من أم تحب أبناءها، وقامت كالعادة بحبسي في الغرفة، وأقسمت لي أنني لن أرى الشارع مرة أخرى، ولكن زوج والدتي "رمضان"، حاول تهدئتها، وفي هذا اليوم قررت أن أذهب إلى أي مكان يأويني من جبروت والدتي التي لم أرى عندها حنان الأم، وقررت أن أذهب إلى محطة القطار، ولكن شاءت الأقدار أن يتم كشف أمري.