التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 06:35 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| من أطلق الرصاص على إبراهيم ناجي؟

ينظف رجال الشرطة عادة سلاحهم وقت الخدمة؛ يفرغون الطلقات من خزانته، والماسورة، ويمسحونه، يقول أمين شرطة بالدور الثامن لمحكمة زينهم التي شهدت مؤخرا حادث مقتل الأمين إبراهيم ناجي عبدالفتاح.


برصاصة انشطرت نصفين قتل "إبراهيم"، 30 عاما، في 5 يناير، دخلت شظيتاها في رأسه من فتحتين مختلفتين واستقرتا في الجمجمة وفارق الحياة على الفور.


في موقع الحادث بعد مقتل "إبراهيم" بستة أيام كان زملاءه يجلسون في سكون. رفضوا الحديث للصحافة، وقال أحدهم "متقلبش علينا المواجع يا أستاذ".


طلقة خطأ


يقول إن الطلقة خرجت بالخطأ من سلاح زميل لهم وهو ينظف مسدسه، ويقول إن تنظيف السلاح أمر "عادي ممكن" وقت الخدمة، لكن ما حدث في مقتل "إبراهيم" هو "مكتوب".


يتطلب تنظيف سلاح أن يفرغ بالكامل من طلقاته وخزانته، كما أنه أمر لا يتم وقت الخدمة، فهو شيء يحدث قبلها بحسب التقارير الأمنية، للتأكد من جاهزية السلاح للاستخدام.


يقول محمد ناجي شقيق القتيل إن "علاء" كان ينظف سلاحه وأفرغ منه الطلقات لكن نسي أن هناك طلقة في ماسورة السلاح، وكان "الشاكوش" (المطرقة) مرفوع، وخرجت الرصاصة.


جريمة بالصدفة


كان "علاء"، أمين شرطة، زميل القتيل، "يلعب" أو "ينظف سلاحه" فخرجت منه طلقة بطريق الخطأ اصطدمت بالسقف وارتدت مشطورة لتستقر في رأسه.


تردد صدى دوي الرصاصة في أرجاء الدور الثامن، مقار نيابات غرب القاهرة، بالمبنى الرخامي لمحكمة زينهم، وتجمع الناس وهم فزعون، فوجدوا مسؤول الأمن صريعا في بركة من الدماء.


إبراهيم ناجي منتدب من شرطة الأميرية لتأمين مقار نيابات غرب القاهرة، له من الأشقاء اثنين ومن الشقيقات ثلاث، وهو متزوج وأب لعاليا، 3 سنوات، وسجدة سنة و4 شهور.


أب مكلوم


في شقتهم المتواضعة بشارع "2" في عزبة رستم بشبرا الخيمة، ساد الصمت المكان إلا من صوت تلاوة القرآن. لم يتمكن أبوه الموظف السابق بهيئة النقل العام من الحديث، كانت الكلمات تخرج مهشمة من فمه وسط نهنهات البكاء.


"كان ضهري.. كان سندي.. ده كان خادم والديه.. كان يمر عليا كل يوم يقولي عايز حاجة يا آبه. مكنش فيه حد يقصده في حاجة ويقوله لأ، حتى لو في نص الليل".


"أنا احتسبته عند ربنا شهيد. وبدعى ربنا يلهمني الصبر"، يقول الأب المكلوم، "أنا مش عارف حاجة من ساعة ما جالي الخبر وأنا عقلي مش فيا".


قاتل بريء


يقول شقيق القتيل إن "علاء" ليس فقط زميل أخيه، ولكنه صديقه أيضا، وعليه فهو يستبعد أي شبهة تعمد في الحادث، ويستقر في وجدانه أن ما حدث هو "قضاء وقدر".


توجه نيابة جنوب القاهرة لـ"علاء" تهمة القتل الخطأ والإهمال والرعونة وعدم احترازه أثناء لعبه في سلاحه والعبث به، مما تسبب فى قتل زميله.


انتظرت الأسرة كثيرا حتى يأيتها مسؤول من وزارة الداخلية يواسيها، أو يقدم لها الدعم والمساعدة، لكن أحدا لم يصل. يسعى شقيق شهيد الواجب لاستخراج أوراق تكفل لأسرته طلب المستحقات المالية والمعاش .