التوقيت الإثنين، 27 مايو 2024
التوقيت 02:09 ص , بتوقيت القاهرة

جزائريون ومغاربة في فرنسا.. لكن ليسوا إرهابيين

تعد الجالية الجزائرية والمغربية من أكبر الجاليات التي تتواجد بفرنسا، ورغم الانسجام الذي بات يخيم على هؤلاء العرب مع الفرنسيين، إلا أن الاتهام الأول في حال حدوث أي عمل إرهابي، يصوب تجاه أبناء هذه الأصول، رغم أن التاريخ يجزم بأنهم غير مسؤولين عن الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا كافة.


الجاليتان "الجزائرية والمغربية"


تتضارب الأرقام بشأن أعداد المهاجرين من الجاليتين الجزائرية والمغربية في فرنسا، إلا أن إحصائيات تشير إلى أن الجالية الأولى في فرنسا هي الجزائرية وتليها المغربية.


وفي حين أعلن المعهد الوطني للإحصائيات والدراسات الاقتصادية الفرنسي، أن مليون و314 ألف مغربي ما بين مهاجر ومنحدر مباشرة من أصول مهاجرة تم إحصاؤهم بفرنسا نهاية عام 2008، تشكل الجالية المغربية ثاني جالية مهاجرة بفرنسا بعد الجزائرية، وتضاعف عددها 3 مرات منذ عام 1975، وهي السنة التي مثلت فيها الهجرة المغربية 6% من مجموع الساكنة من أصول مهاجرة.


أما عن المهاجرين الجزائريين، فيعتبروا من أكبر الجاليات بعد البرتغال، وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية عدّة، منها الاحتلال الفرنسي للجزائر، الذي استمر لأكثر من 130 عاما، وانتهى بالثورة الجزائرية على الاحتلال، ما أثر اجتماعيا على الجزائريين والمناهج الدراسية لديهم، وجعلهم أكثر ارتباطا بفرنسا.


وتشير دراسة فرنسية إلى تناقص عدد المهاجرين الجزائريين بمعدل 6.2% سنويا منذ سنة 2009، عكس الارتفاع المسجل لدى باقي المهاجرين المغاربة، لكن نسبة المهاجرين الجزائريين لا تزال تحتل المرتبة الثانية بنسبة 7% من مجموع المهاجرين إلى فرنسا سنة 2012، متساوية مع المغرب، فيما يشكل المهاجرون البرتغاليون النسبة الأكبر بـ8%.




أحداث عنف


عرفت فرنسا منذ بداية الستينيات مجموعة من العمليات الإرهابية التي اشتدت خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، ففي 18 يونيو 1961، انفجرت قنبلة في القطار الرابط بين باريس و"ستراسبورج"، نجم عنه مقتل 28 شخصا وإصابة 170 آخرين. واتضح فيما بعد ضلوع ما يسمى بمنظمة الجيش السري "OAS" الفرنسية المتطرفة، التي كانت تدعو لضم الجزائر إلى فرنسا عبر العمل المسلح.


القنصلية الجزائرية


وفي 14 ديسمبر 1973، استهدفت القنصلية الجزائرية في مدينة مرسيليا بهجوم نفذته جماعة "شارل مارتيل" الإرهابية الفرنسية المعادية للعرب، وأودى هذا الهجوم بحياة 4 أشخاص، فيما جرح 20 آخرون.


أما في 15 سبتمبر 1974، نفذ هجوم استهدف صيدلية بواسطة قنبلة يدوية في باريس، أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 34 آخرين، كما أطلق ناشطون فلسطينيون النار في 20 ماي 1978، داخل مطار "أورلي" الذي يقع في باريس، مستهدفين مجموعة من المسافرين كانوا يستعدون للسفر إلى تل أبيب، ما خلف 8 قتلى وإصابة 3 مسافرين.



قطار كابتول


وفي 3 أكتوبر 1980، انفجرت قنبلة أمام كنيس يهودي يقع في حي "كوبرنيك" في باريس، أثناء الصلاة، أوقع 4 قتلى وإصابة قرابة 20 شخصا آخرين.


بعدها بسنتين أيضا، استهدفت قنبلة في 29 مارس 1982 قطار "كابتول" الذي يربط بين "باريس" و"تولوز"، والذي كان من المفترض أن يسافر على متنه آنذاك الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، الذي كان وقتها عمدة باريس، فيما أسفر هذا الهجوم عن مقتل 5 أشخاص وجرح عشرات آخرين.


وفي 15 يوليو 1983، سقط 8 قتلى و54 جريحا في انفجار قنبلة قرب مكاتب التسجيل التابعة للخطوط التركية في مطار "أورلي" قرب باريس، وحكم في مارس على ثلاثة أرمن في هذا الاعتداء بالسجن من 10 إلى 15 عاما.


تفجير 1995


وحدث في 17 سبتمبر 1986 انفجارا أمام متجر "تاتي" الواقع في حي "رين" التجاري، المكتظ في باريس، وأسفر عن مقتل 7 وجرح 55 شخصا، ونسب الهجوم آنذاك إلى جماعة فؤاد صالح المقربة من إيران، التي نفذت 15 اعتداء بين عامي 1985 و1986، أوقعت مجتمعة 13 قتيلا و303 جرحى.


وبين يوليو 1995 وديسمبر 1996، أدى انفجار أنبوبة غاز محشوة بقطع معدنية داخل محطة "سان ميشال" وسط باريس، إلى مقتل 8 أشخاص وجرح 119.


ونسب هذا التفجير لمتطرفين جزائريين، وشكل أعنف هجوم ضمن سلسلة 



ونسب هذا التفجير لمتطرفين جزائريين، وشكل أعنف هجوم ضمن سلسلة هجمات شهدتها فرنسا بين يوليو وأكتوبر 1995، أعقبه بعد بضعة أشهر في تفجير آخر استهدف هذه المرة محطة بورت رويال أودى بحياة 4 أشخاص فيما جرح 91 شخصا.



أحداث باريس 2005


وفي شهر نوفمبر من عام 2005، اندلعت أعمال شغب بدأت بعد وفاة مراهقين من أصل إفريقي في شهر نوفمبر، وتوفي "بونا تراوري" البالغ 15 عاما، و"زياد بنة"، 17 عاما، في حادث صعقا بعد دخولهما محطة فرعية للكهرباء في منطقة كليشي-سو-بوا، ويقول سكان المنطقة إنهما كانا يفران من الشرطة، وهو ما تنفيه السلطات.



وامتدت أعمال العنف إلى مناطق عدة في ضواحي باريس إثر تأجج المشاعر بسبب إطلاق الشرطة قنبلة من الغاز المسيل للدموع داخل مسجد.


وقام عدد من الشبان الفرنسيين قاموا بإحراق بعض المباني وأضرموا النار في مزيد من السيارات في ضواحي باريس في الليلة الثامنة على التوالي من الاضطرابات التي تشهدها العاصمة الفرنسية.


ووقعت معظم الهجمات في منطقة "سين سان" دوني التي يسكنها غالبية من المهاجرين، وهي مناطق فقيرة يسكنها المهاجرون في الغالب وتنتشر بها معدلات بطالة عالية.


استهداف مدرسة


وكان آخر حادث إرهابي قبل حادثة صحيفة "شارلي إبدو"، الذي حدث في مارس عام 2012 على يد متطرف يدعى محمد مراح، فرنسي من أصول جزائرية، يبلغ من العمر 23 سنة، إذ نفذ سلسلة من الهجمات الإرهابية بين 11 و19 من مارس 2012، استهدف خلالها 7 أشخاص من بينهم 3 أطفال في مدرسة يهودية بمدينة تولوز، قبل أن يقتل برصاص الشرطة داخل شقته.