التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 12:58 م , بتوقيت القاهرة

حقائق مهمة عن علاقة الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالإثيوبية

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">الكنيسة الأرثوذكسية والأثيوبية تجمعهما علاقات تاريخية كبيرة، ورغم تعرضهما لأزمات كثيرة إلا أنهما استطاعا أن يحافظا على متانة علاقتهما معا.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وتشهد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، </span><span style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">اليوم السبت،</span><span style="font-size:18px;"> مراسم استقبال البطريرك متياس الأول بطريرك الكنيسة الأثيوبية رغم تأجيل تلك الزيارة مرتين متتاليتين.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وعن العلاقات التاريخية بين الكنيستين، أوضح جميل فخري أستاذ تاريخ الكنيسة بمعهد الدراسات القبطية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنها بدأت في أوائل القرن الرابع الميلادي في عهد البابا إثناسيوس الرسولي البابا الـ20، حيث قام برسامة أول أسقف لأثيوبيا وكان يدعى فرمنتيوس وهو كان مصريا يعمل كبحار تم أسره في إثيوبيا في أواخر القرن الثالث الميلادي وكان صغيرا فنشأ وتربى هناك ثم قام بتعليم أولاد الامبراطور الإثيوبي هناك.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">ويضيف فخري أنه في أوائل القرن الرابع وفي زيارة له لمصر قابل البابا إثناسيوس وأكد له أن الشعب الأثيوبي رغم أن القديس متي الرسول قام بتبشيرهم في القرن الأول الميلادي إلا أنهم لا يعرفون الكثير عن المسيحية ويحتاجون لمن يقوم بنشر الإيمان هناك فأجابه البابا بأنه لن يجد من يعرف الشعب الإثيوبي والمنطقه هناك أفضل منه، وبالتالي قام برسامته كأول أسقف مصري على أثيوبيا.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأوضح فخري: "قام البابا إثناسيوس بتسليم صلاة القداس باللغة اليونانية ليصلي بها هناك إلا أن فرمنتيوس أكد أن الإثيوبين لا يعرفون سوى اللغة الأمهرية فقاموا بترجمة القداس وكانت هذه هي المرة الأولى التي يترجم فيها القداس المرقسي للغة أخرى وكانت للإثيوبيين.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأشار فخري إلى أن الإثيوبيين قاموا باستقباله استقبال كبيرا وأطلقوا عليه "أبا سلامة، ويعتبر هو مؤسس الكنيسة هناك، مؤكدا أنه ومن هذا التاريخ أصبح بابا الإسكندرية هو المسؤول عن رسامة الأساقفة هناك.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأضاف فخري أنه مع انتشار المسيحية أصبح هناك أكثر من أسقف وكانوا يحتاجون لرئيس أساقفة يكون مسؤولا عنهم ولأن هذا المنصب يحتله بابا الإسكندريه تم منح لقب "الجاثوليق" لرئيس أساقفه إثيوبيا وهو تابع لبابا الإسكندرية والذي وصل عددهم لـ115 أسقفا وكانوا كلهم مصريين.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأكد فخري أن آخر أسقف مصري على إثيوبيا كان يدعي الأنبا كيرلس الخامس والذي تمت رسامته علي يد البابا كيرلس السادس البابا الـ116 إلا أنه جاء الاستعمار الإيطالي على إثيوبيا وقاموا بإرساله إلى إيطاليا وهناك حاولوا الضغط عليه لتغيير مذهب المسيحيين الإثيوبيين من الأرثوذكسية إلى الكاثوليكية إلا أنه رفض، مؤكدا تبعيته للكنيسة الأم في مصر ولا يستطيع أن يتخذ مثل هذا القرار دون الرجوع إلى البطريرك الأرثوذكسي ومع تمسكه الشديد بذلك قاموا بإرساله إلى مصر بعد أن كانت هناك محاولات كثيرة لاغتياله نجي منها بأعجوبة وبعد عودته إلى مصر رفض العودة مرة أخرى إلى إثيوبيا وظل موجودا بكنيسة مهمشة وفي هذا الأثناء كان الاستعمار الإيطالي قد خرب الكنائس هناك.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وتابع فخري أنه في عهد البابا شنودة الثالث طلبت الكنيسة الإثيوبية أن تنفصل عن الكنيسة المصرية الأم وذلك مع ازدياد عدد الأساقفة الإثيوبيين وبالتالي وجدوا أن يكون الجاثوليق ايضا إثيوبي الأمر الذي أغضب البابا شنودة الثالث جدا؛ نظرا للعلاقات التاريخية بين الكنيستين والتي كانت توصف بأنها أم وابنتها إلا أنه مع تمسكهم بذلك تم انفصالهم مما أصاب العلاقه بين الكنيستين بالركود والفتور والجمود وتم إلغاء منصب الجاثوليق ليصبح بطريرك إثيوبيا.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأشار فخري إلى أن العلاقة ظلت هكذا حتى تم تنصيب البابا باولس والذي قام بزيارة البابا شنودة الثالث وتم وضع بروتوكول بين الكنيستين من ضمن بنوده أن تشارك الكنيسة الإثيوبية في انتخابات الكنيسة الأرثوذكسية والعكس كما أن البروتوكول نص أيضا على أن أول زيارة لبطريرك إثيوبيا تكون للكنيسة الأم في مصر.</span></p>