التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 04:31 م , بتوقيت القاهرة

"كتائب الإمام علي".. تنظيم عراقي بجهود إيرانية

لطالما أطلق الرئيس الإيراني حسن روحاني تصريحات للتعبير عن دعم بلاده لجماعات المقاومة في العراق وسوريا ولبنان، وأعلن استعداده لتقديم العون في التخلص من التنظيمات التي تعمل على تقويض سيطرة أنظمة هذه البلدان على أراضيها، لكن طهران نفسها وفي الوقت ذاته، تمول أكثر من 50 ميلشيا شيعية في سوريا والعراق إضافة إلى ارتباطها الوثيق بحزب الله في لبنان، تحت دعوى مواجهة تنظيم "داعش".


ومن هذه الميليشيات التابعة لإيران وتنشط الأراضي العراقية، "كتائب الإمام علي" التي تقاوم "داعش" بالفعل، غير أنها مرتبطة بأفراد تضعهم الولايات المتحدة على قائمتها للإرهاب. وقد أعد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دراسة عن "كتائب الإمام علي" ودورها في العراق إضافة إلى أذرعها المختلفة في الإقليم، ودور إيران في ظهور هذه الكتائب.  



البداية


وتوضح دراسة "معهد واشنطن" أن بداية ظهور هذه الكتائب كان مفاجئا في نهاية يونيو/ حزيران 2013، كجناح مسلح لـ"حركة العراق الإسلامية"، تعمل بتفويض إيراني في مناطق آمرلي وطوز وديالى، وهي المناطق التي شهدت معارك شديدة بين مقاتلي الجيش العراقي وتنظيم "داعش" بجانب عدد من الميليشيات الشيعية الأخرى، ثم شرعت في تدريب عدد من المسيحيين لتأسيس جماعة فرعية لها بمسمى "كتائب روح الله عيسى بن مريم".



القادة


الأمين العام لهذه الكتائب هو شبل الزيدي، وهو شخص معروف إذ كان أحد الأعضاء البارزين في صفوف "جيش المهدي" التابع للزعيم مقتدى الصدر، فيما تشير العديد من التقارير عن كونه أحد أكثر قادته شراسة، وأطلق سراحة عام 2010 من السجون العراقية، بعد أن اعتقلته السلطات الأمريكية.


وخلال إحدى المعارك التقطت صور للزيدي بجوار قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إضافة إلى ظهوره في صور التقطت له على متن إحدى مروحيات الجيش العراقي في سبتمبر/ أيلول، ما يظهر على ما يبدو ارتباطه بعلاقات متينة مع الحكومة العراقية.



لكن قائد عمليات "كتائب الإمام علي"، أبو مهدي المهندس، يعد هو صاحب الشخصية الأبرز في تعاونه مع إيران، إذ حصل المهندس خلال فترة التسعينيات على الجنسية الإيرانية ثم أصبح مستشارا لقاسم سليماني، إلى أن وصل إلى منصب نائب قائد "فيلق القدس" إضافة إلى تنصيبه نائبا لقائد "قوات الحشد الشعبي".


وعند تحرير منطقة "جرف الصخر" العراقية من سيطرة "داعش"، ظهرت صور تجمع بين المهندس ورئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي، عند زيارته إلى هذه المنطقة، وفق وسائل الإعلام العراقية.



الأذرع الخارجية


شكل المهندس عام 2007 "كتائب حزب الله" العراقية، وتلقت تدريبات وفق "معهد واشنطن" من الجانب الإيراني كنظيراتها من الميلشيات، وعلى الرغم من انفصالها عن نظيرتها في لبنان، فإنها طورت هذه العلاقة شيئا فشيئا، إذ اتصلت بـ"الوحدة 3800" التابعة لحزب الله اللبناني، المنوط به تسليح وتدريب الجماعات الشيعية المسلحة في العراق.



كما تعتبر "كتائب حزب الله " بقيادة المهندس، أول المشتركين في ساحة القتال بسوريا، وساهمت في تدشين ميليشيات سورية تتبعها، وتتخذ من دمشق مقرا لها، فظهر "لواء أبو الفضل العباس" إضافة إلى جماعات أخرى تتخذ من العراق مقرا لها مثل "حركة حزب الله النجباء".    


وأنهى المعهد دراسته بالإشارة إلى أن تعدد المليشيات التابعة لإيران، يسمح لها بمزيد من المناورة حول تأثيرها في المنطقة، إضافة إلى تنوع أدواتها السياسية والعسكرية في العراق، في محاولة منها لإرساء أيديولوجيتها وسلطتها هناك ببطء فضلا عن تشريعها، وهو ما يحدث أيضا في سوريا.


وحذرت الدراسة من خطورة "كتائب الإمام علي" و"حزب الله" على المستويين القريب والبعيد، على السلم والأمن الإقليمي والدولي.