التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 12:15 ص , بتوقيت القاهرة

أحمد سيف الإسلام.. محامي المستضعفين الذي دافع عن الجميع

بدأت علاقته بالسياسة والنضال مبكرا، فشارك في قيادة الحركة الطلابية المصرية أثناء دراسته في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في سبعينيات القرن الماضي، تعرض للاعتقال والتعذيب عدة مرات، لكن لم يمنعه السجن من تحقيق أهدافه والمحاربة من أجلها، فحصل على ليسانس الحقوق من داخل السجن ومن نفس الجامعة عام 1989، نحن هنا نتحدث عن الناشط الحقوقي الراحل أحمد سيف الإسلام.
وكان "سيف الإسلام" بماثبة حصن أمان لكل من حوله باختلاف توجهاتهم السياسية، ودافع عن مسجوني التيارات الإسلامية رغم فكره اليساري، فيما تنوعت قائمة من انشغل بالدفاع عنهم لتشمل الاشتراكيين الثوريين، وكتائب عبدالله عزام، والمنتمين لحزب التحرير الإسلامي، إضافة إلى المتهمين في تفجيرات طابا عام 2004، وعمال المحلة، ونشطاء الثورة، وغيرهم .

?تاريخ نضالي

يومان قضاهما الناشط الحقوقي في السجن عام 1972 كانا بدايته مع تجربة الاعتقال، حينما خرج في مظاهرة تطالب بتحرير سيناء، ثم جاءت المرة الثانية بعد عام واحد عندما اعتُقل لمشاركته في احتجاج على تأخر الرئيس المصري آنذاك أنور السادات في اتخاذ قرار الحرب على إسرائيل من أجل استرجاع الأرض، بينما كان الاعتقال الثالث هو الأقسى والأكثر تأثيرا، حيث استمر 5 سنوات ابتداء من عام 1983 في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وذلك بتهمة الانتماء إلى تنظيم يساري، حيث أودع سجن القلعة الذي حكى عنه كثيرا وقال إنه تعرض فيه لتعذيب بشع، وكما حدث في المرة الأولى استغرقت المرة الرابعة يومين أيضا ولكن في عام 2011، أثناء ثورة 25 يناير.

?نشأة وكفاح

ولد سيف الإسلام في 9 يناير عام 1951 بمحافظة البحيرة، وعاش حياته في خدمة المستضعفين والمظلومين ومن هنا حصل على لقبه "سيف المستضعفين"، فيما رحل عن دنيانا يوم الأربعاء 27 أغسطس 2014 عن عمر يناهز 63 عاما، جراء مضاعفات صحية أصابته بعد إجراء عملية في القلب قضى على إثرها أسبوعين في وحدة العناية المركزة بإحدى مستشفيات القاهرة، وشارك المحامي الراحل في إنشاء مركز هشام مبارك للقانون عام 1999 وتولى إدارته منذ إنشائه، ومن داخل المركز تم اعتقاله في 3 فبراير أثناء ثورة يناير، واستمر نضاله بعد الثورة حيث تصدى بقوة لقانون التظاهر الذي أصدره الرئيس السابق عدلي منصور.

 

 

 

نضال الأسرة 

المثير في تجربة أحمد سيف الإسلام أن علاقته بزوجته الدكتورة ليلى سويف، القيادية البارزة في حركة 9 مارس المنادية باستقلال الجامعات، بدأت أثناء قيادتها مظاهرة وهي طالبة في كلية العلوم، وكان هو حينها من القيادات الطلابية في الجامعة، فحماها من رجال الأمن وتحمل المسئولية القانونية عنها، ومن هنا بدأت علاقة الحب التي تطورت إلى زواج بعد عام من تخرجها.

 

 

 

 

وكان من الطبيعي لزوجين تعرفا على بعضهما في مظاهرة أن ينجبا أبناء يحملون نفس الجينات، فلم يكتفِ سيف الإسلام بتقديم جهده لوطنه ومواطنيه، وإنما وهب لهم عائلة شاركته النضال، فابنه علاء عبد الفتاح أحد أبرز الناشطين الشباب في مصر بعد ثورة يناير، وكذلك ابنتيه منى سيف التي ساهمت في تأسيس حملة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنين"، وسناء سيف الناشطة المحبوسة على ذمة قضية التظاهر أمام قصر الاتحادية.

 
 
 
 
 
  00:00           
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
00:00
 00:00
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
         
 
 
 
 


وشهدت السنوات الأخيرة خصوصا على نضال "أسرة سيف الإسلام"، فيعد اعتقال نجله الأكبر "علاء" في عام 2007 بسبب مشاركته في وقفة احتجاجية تطالب باستقلال القضاء المصري، وحبسه لأيام على ذمة التحقيق عام 2011 بتهمة التحريض والاعتداء على أفراد الجيش في أحداث ماسبيرو، تعاد محاكمتة الآن في قضية "أحداث مجلس الشورى"، بعد صدور حكم غيابي ضده بالحبس 15 عام، وكذلك تواجه شقيقته الصغرى "سناء" حكما بالحبس سنتين بتهمة التظاهر أمام قصر الإتحادية في مايو العام الماضي.

 

 

 

 

 

وأنهى سيف الإسلام حياته بالاعتذار لابنه علاء وشباب الثورة لأنه ورّثهم السجون والمعتقلات ولم يتمكن من تحقيق أمله في توريثهم مجتمعا يحافظ على كرامة الإنسان، لكنه حرص على أن يترك أمنيته بأن ينجح شباب يناير في ما فشل فيه وأن يورثوا أبنائهم الصغار مجتمعا أفضل في يوم ما