التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 06:50 ص , بتوقيت القاهرة

دموع الفرح

بكينا كثيرًا في عام 2014، أتحدث عن المصريين، بكينا كثيرًا، دموع حزن وقهرة، ودموع فرح وفخر، وإذا كان عام 2013 هو عام الثورة وتحرير الوطن من الاحتلال الإخواني الإرهابي، فإن أحد ملامح عام 2014 هي الدموع المصرية. 
اليوم سأتحدث عن دموع الفرح التي ذرفها المصريون حبًا وفخرًا بوطنهم الذي حرروه من الاحتلال الإخواني في 2013، ويتحركون به صوب المستقبل في 2014 .
وسأبدأ من آخر مشوار دموع الفرح، من لحظة دخول الرئيس السيسي للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد ليلة 7 يناير، وقتها صرخنا من الفرحة وانهمرت دموعنا فرحًا وفخرًا برئيس مصر وكل المصريين، بكينا فرحنا واستعدنا الشريط من أوله وفتاوى الجهلاء بتحريم المعايدة على المصريين في أعيادهم واستعدنا التمزيق المتعمد لنسيج الوطن والتدمير القصدي لوحدته.
 وتذكرنا كيف قاوم المصريون ذلك المخطط المنحط وتبادلوا الأحضان والقبلات والتهاني في كل أعيادهم الدينية والوطنية، وكيف تصدوا لمخطط التقسيم الطائفي والفتنة وتمزيق الوطن ومحو هويته وكيف حرروا وطنهم من الاحتلال الإخواني.
 كل هذا تذكرنا والكاتدرائية ترتج من التصفيق، وعلم مصر يُرفرف في أيدي أبنائها، وجميعنا أمام الشاشات نبكي ونهتف تحيا مصر، فخورين بالرئيس الذي انتخبناه، نحلُم بمصر أجمل فأتي بها سريعًا وعشنا معه، وفي الوقت القصير لرئاسته لمصر عشنا مصر الأجمل، وازداد يقيننا وثقتنا بأن مصر الأجمل والأروع مصر الحضارة والتاريخ والعظمة قادمة وآتية، بكينا بدموع الفخر والفرح نشعر زهوا بوطننا ورئسينا.
قبلها مرات ومرات بكينا بدموع الفرح ..
بكينا فرحا في يناير وقت إقرار دستور مصر، دستور ثورة 30 يونيو باعتبارها الخطوة الأولى في خارطة طريق الثورة وبناء مصر المستقبل، وبكينا فرحا وفخرا وقتما وقف المصريون طوابير طويلة داخل وخارج مصر أمام لجان الاقتراع يهتفوا باسم مصر ويلوحوا بعلمها، حاملين صور "المشير" السيسي وقتها بإجماع شعبي على ضرورة ترشحه للرئاسة.
 وبكينا وهم يرقصون ويصفقون ويزغردون ويغنون لمصر، بكينا فرحا بالشعب الذي حمى الوطن وحرره من الاحتلال الإخواني ويعود ويحميه مرة ثانية بتنفيذ خارطه الطريق وأولى استحقاقاتها.
بكينا فرحا في مارس حين أعلن "المشير" السيسي وقتها ترشحه لرئاسة مصر بعدما ناداه المصريون، واستدعوه ليرأس وطنهم ويكمل جميله ومشوار الوطن صوب المستقبل، بعدما انحاز إليهم ومعه القوات المسلحة المصرية في ثورة 30 يونيو.
 بكينا فرحا لإحساسنا بأن الوطن سيجتاز محنته ويبرأ من علته، ويضع قدميه على أول خطوات بناء المستقبل وقتما يقوده البطل الشعبي الذي أحبه المصريون ووثقوا فيه وآمنوا به وصدقوا حبه لمصر وإخلاصه لها، فيقود سفينة الوطن صوب بر الآمان والمستقبل الجميل مدعوما  بثقه المصريين وحبهم.
بكينا فرحا في مايو وقتما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية بأغلبية ساحقة ومشاركة شعبية عظيمة.
 وبكينا فرحا في أوائل يونيو وقتما استمعنا لخطبة المستشار عدلي منصور قبلما يسلم رئاسة الوطن للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، بكينا فرحا وفخرا وهو يصف مصر بما تستحقه، فهي البلد " الرائد فى محيطه الإقليمي على مر العصور.. ملتقى الأديان السماوية.. معبر الأنبياء.. مهد الحضارة.. منبع الفنون.. وبهاء العمارة.. عبقرية المكان.. مركز العالم.. وهمزة الوصل بين قاراته القديمة.. مشعل الحرية في إفريقيا.. بلد النيل.. وأرض الفيروز.. وقناة السويس.. مصر الأزهر والكنيسة.. مصر العربية والأفريقية والإسلامية والمتوسطية.. درة العالم".


وبكينا فرحًا وقتما تسلّم الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي السلطة ومقاليد الحكم من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور في احتفال مهيب في المحكمة الدستورية العليا، ووقت شاركت الدول  الصديقة والحليفة عربية وإفريقية ومن كل أنحاء العالم المصريين فرحتهم بانتخاب الرئيس، وقدموا له التهاني بانتخابه في قصر الاتحادية ظهر ذات اليوم.
 وعدنا مساء ذات اليوم نبكي فرحا وفخرا في الاحتفالية المهيبة التي جرت احتفاء بالرئيس الجديد، وصفقنا وهللنا وزغردنا وبكينا امتنانا وفرحا وقتما أصدر الرئيس الجديد أول قراراته بتكريم المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت ومنحه قلاده النيل تكريما وشكرا لسيادته من كل المصريين على الدور العظيم الذي لعبه السيد المستشار وقتما قَبِل رئاسة مصر المؤقتة عقب ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو ليسير بها وسط أنواء عاصفة تنفيذا لخارطة الطريق واستحقاقاتها الثلاث.
 بكينا فخرا وفرحا وقتما شاهدنا مصر دولة الحضارة العظيمة تتألق وتسطع جمالا وهيبة في ثلاثة احتفالات متتابعة طيلة اليوم فرحا برئيسها المنتخب كما يليق به وبمصر وعظمتها واستردادها لوجودها وكينونتها ومحو سنة العار الأسود بكل تفاصيلها من وجدان المصريين.
بكينا فرحا وفخرا وقتما فتح العالم ودوله شرقا وغربا أحضانه لمصر الحضارة العائدة لاستعادة دورها الإقليمي والدولي ومكانتها العربية وريادتها الإفريقية فتحتفي بها موسكو مرة واثنين وتمنح رئيسها النجمة الحمراء أعلى وسام عسكري في روسيا؛ تقديرا لدوره الوطني العظيم في الانحياز للشعب المصري في ثورته.
 وتتحالف معها الصين تحالف الشراكة الاستراتيجية، ويرقص أطفالها على نغمات بشرة خير، وتستقبلها إيطاليا وفرنسا الاستقبال الذي يليق بها، وتوقع معها قبرص واليونان على اتفاقيات استراتيجية عظيمة، وتأتيها الوفود الإفريقية المتلاحقة لدعم مصر الجديدة واختياراتها السياسية وإرادتها الوطنية، وترد الجمعية العامة للأمم المتحدة على هتاف الرئيس السيسي تحيا مصر في نهاية كلمته أمامها، بخلاف الدعم العربي العظيم من المملكة السعودية ودولة الإمارات وبقيه الخليج العربي.
بكينا طيلة العام فرحا وفخرا والمصريون في معظم دول العالم يهتفون باسم مصر ويرفعون علمها، ويؤكدون على إرادتهم الوطنية القوية العظيمة في حماية مصر وأمنها القومي وأرضها وشعبها بتصميمهم على إقصاء الإخوان الإرهابيين وتنفيذ استحقاقات خارطة طريق ثورة 30 يونيو، فشاركوا في الاستفاء على الدستور مشاركة شعبية عظيمة، وأقبلوا على الانتخابات الرئاسية إقبالا غير مسبوق وهتفوا باسم مصر والرئيس وهم يستقبلونه في نيويورك التي غنت شوارعها  بشرة خير، ورقصوا علي تسلم الأيادي وهم يستقبلونه في روما وباريس بالأغاني ودموع الفرحة والأعلام المصرية في السماء.
 المصريون أبناء مصر الغالين في دول المهجر، أشجار سامقة جذورها في أرض مصر وفروعها في العالم كله تحمل علم مصر عاليا وحبها في قلوبهم وحبات عيونهم.
بكينا فرحا وفخرا والمصريون يهرعون للبنوك المصرية تمويلا لمشروع قناة السويس الجديدة فيجمعوا أربعة وستين مليار جنيه مصري في ثمانية أيام ويذهلوا علماء الاقتصاد ورجال المال والأعمال .
 يجمعون أربعة وستين مليار جنيه من مدخراتهم في البيوت و"تحت البلاطة" ومن "أساور الذهب" وفلوس سترة الزمن وثمن الكفن والخارجة، المصريون وخلال ثمانية أيام أعلنوا للعالم كله أنهم يدعمون الرئيس السيسي ويدعمون برنامجه ومشروعاته لتنمية مصر وحل مشاكلها، يدعمونه ليس فقط بأصواتهم وإرادتهم السياسية، بل بأموالهم ومدخراتهم ولقمة عيشهم، فرأينا من يشتري شهادات تمويل القناه بعشرة جنيهات ومائة جنيه، ومن يشتري لحفيده الشهادات والمستقبل. 


في 2014 بكينا فرحا مرات ومرات بعدما بكينا بالدموع السوداء المريرة طوال سنة "العار" التي حكم مصر فيها جماعة إرهابية ورئيس إرهابي، فأحس كل المصريين بالعار والخجل والخزي، وأحسوا أن وطنهم يضيع وأمنهم القومي يُخترق وأرضهم تُبدد وتاريخهم يُهدر وهويتهم وشخصيتهم الوطنية تُدمر، فهبوا لإنقاذه وتحرير أرضه من الاحتلال الإخواني في 2013، وأكملوا خارطة طريقهم صوب المستقبل في 2014. 
ما أجمل دموع الفرح بعد الانتصار وما أجملها بعد عودة الحياة والروح للوطن الجميل العظيم مصر. 
أما دموع الحزن والقهرة في 2014 فهذه موضوعها مقال آخر ونستقبل العام الجديد بذكرياتنا  الفرحة خلال عام 2014 وما أكثرها وأجملها.