التوقيت السبت، 21 سبتمبر 2024
التوقيت 04:09 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| "الإستراتيجية".. أسلوب اختيار وزير التعليم لمعاونيه

بذلة رسمية أنيقة، أوراق من الخطة الإستراتيجية يمسك بعضهم بها، وآخرون يتبادلون الخبرة قبل الولوج إلى اللجنة، كأنهم عادوا طلابا مرة أخرى، عددهم 69 متقدما للوظيفة، جاءوا من بعض محافظات مصر، من أجل عقد مقابلة شخصية مع وزير التربية والتعليم، محمود أبو النصر، للتقدم لوظيفة "معاون الوزير".


شخصان فقط سيختارهما وزير التربية والتلعيم بنفسه، بمساعدة اللجنة المعنية باختيار المعاونين، أبرزهم المشرف على قطاع التعليم، محمد سعد، ومدير عام الموارد البشرية، زهير صالح، تستقبلهم اللجنة بعد مرورهم على لجنة أخرى لاستيفاء أوراقهم في مقر ديوان عام وزارة التربية والتعليم.


القصة بدأت منذ إعلان رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، بطلب في 10 ديسمبر العام الماضي، من خلال موقع وزارة التربية والتعليم، من أجل تعيين اثنين في وظيفة معاون الوزير.


اختبار أول وثان، اجتازه وائل السيد عطا، مدرس لغة إنجليزية بالمرحلة الابتدائية بمحافظة الدقهلية، حتى أصبح أحد المتقدمين في المرحلة الأخيرة للوظيفة.


النجاح بنسبة 75% ضمن لوائل وزملائه البقاء في المرحلة الأخيرة من المسابقة، جلس في اللجنة مدة ربع ساعة، منهم خمس دقائق بينه وبين الوزير ضمن متقدمين آخرين، "سؤال الوزرير تقيل شوية"، حسبما يقول وائل، حيث كان سؤال الوزير عن إستراتيجيات التعليم في مصر، والمدة التي تم تنفيذها فيها، يعتبر وائل أن السؤال صعبا ولا علاقة له بالتخصص، ما جعله لا يشعر بالطمأنينة، وتابع بقوله: "أنا شايف إنها مسرحية كبيرة"، بحسب رأيه.


سؤال إلى وائل تم طرح أيضا على زملائه من المتقدمين، و"هل تتمنى أن تصبح وزير تعليم في يوم من الأيام؟"، ووفقا لوائل: "السؤال شرعي جدا، وكل شخص من حقه يكون وزير أو حتى رئيس جمهورية، لكن واضح إنه اختيار معاون هو شخص ينفذ سياسات فقط".



انتبه محمد حلمي، مدرس لغة عربية بإدارة سوهاج التعليمية، والمتقدم لوظيفة معاون الوزير، إلى أن الاختبار هو نفسه اختبار الثلاثين ألف معلم، حيث يقول إن اختبار المعاون بدأ بلقاء الوزير، وسؤاله عن البرامج الإستراتيجية للتعليم، وعن شعارها.


ويقول حلمي، إنه من خلال المقابلة، عرف أن المعاون لا يملك أن يتخذ قرارات لحل مشكلات التعليم، لكنه مساعدا للوزير فقط، في حين أن مشكلات التعليم أكبر من الوزارة، خاصة في ظل أزمات المدارس والمعلم والأبنية التعليمية في المحافظات.


وتابع حلمي أن وزارة التربية والتعليم لديها إستراتيجية هائلة، لكنها تفتقد للتطبيق والمتابعة، ويجب ألا تقتصر على هذه الوزارة فحسب، ولكن بالمشاركة مع الوزارات الأخرى.


ثورة في التعليم".. هي حلم حلمي المتقدم للوظيف، لا يعتقد أن الأسئلة في المقابلة الشخصية كافية من أجل اجتياز الوظيفة، مشيرا إلى أن اللجنة لم تسأل المتقدمين عن سيرتهم الذاتية أو الأسئلة التي تكشف خبراتهم.


لم يكن لقاء إيهاب سعودي، معلم أول لغة عربية من محافظة الشرقية، بوزير التعليم، من أجل اجتياز وظيفة معاون الوزير فحسب، لكنه وجدها فرصة من أجل عرض بعض المشكلات على وزير التربية والتعليم، بعيدا عن "عمليات التجميل" التي تعرض عليه، بحسب وصفه.


لقاء مقتضب لم يتجاوز الخمس دقائق، وجد سعودي أن سؤال الوزير يركز على الحفظ وليس على الجانب الإبداعي والابتكاري لدى المتقدم، قائلا: "الوزير كان عايزنا نسمع، لكن كنا نأمل أن يسألنا عما يمكن أن نقدمه إليه، أو عن الرؤية المستقبلية للتعليم في مدارسنا، رغم أننا ننهي طلبنا عن الحفظ والتسميع".


وجد سعودي أن المقابلة الشخصية لوظيفة المعاون لم تراع بروتوكول المقابلات الشخصية بشكل عام، حيث من المفترض أن يقدم الشخص نفسه أولا للوزير، بسؤال "عرفني على نفسك"، لكن ذلك لم يحدث، وكان اللقاء مقتضبا، ليشير سعودي أن اللجنة لم تكن تعرف أسماءنا أو خلفيتنا، ولا نحن كمتقدمين نعرف أعضاء اللجنة بخلاف معرفتنا للوزير.


سؤال عن الإستراتيجية وتطبيقها ورد من وزير التربية والتعليم، محمود أبو النصر، للمتقدمين في اللجنة، المكونة من 6 أشخاص في الدفعة الواحدة، لتتنوع الدفعات على مدار اليوم.


اللجنة سوف تقرر لاحقا أسماء الناجحين".. هكذا قال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، هاني كمال، لـ"دوت مصر"، مشيرا إلى أن المقابلات الشخصية تمت منذ صباح اليوم، من أجل اختيار اثنين لمعاونة الوزير، أحدهما معاون وزير التربية والتعليم لشؤون المديريات للوجه البحري، وآخر للوجه القبلي، منوها بأن الاختيار سيكون للأصلح، بعد أن تم اختيار 69 من أصل 205 متقدم، ولم تحدد اللجنة بعد موعد الإعلان عن الناجحين.