التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 08:45 م , بتوقيت القاهرة

هدية العيد

إذا كان موسم عيد الميلاد ورأس السنة هو موسم الهدايا، فقد كانت هدية العيد هذا العام هي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكاتدرائية المرقسية ليلة عيد الميلاد، والزيارة كانت أثناء الصلاة وداخل كنيسة الكاتدرائية لتكون سابقة أولى لم تتم من أي رئيس جمهورية سابق ولا حتى في العهد الملكي، رغم زيارة الرئيسين محمد نجيب وعبدالناصر ومن بعدها الرئيس السادات المقر البابوي، لكن ليس داخل الكنيسة ذاتها.


أما كلمات التهنئة التي قالها الرئيس للحضور ولجميع المصريين عبر شاشات التلفاز قوتها في أنها كلمات صادقة نابعة من قلب محب أثبت فيها أنه رئيس لكل المصريين بحق إنه رجل دولة بملئ معنى الكلمة، أعادنا فيها الرئيس للزمن الجميل الذي كان المصريون جميعا واحدا، يتعايشون معا، يتقاسمون الحياة معا بحلوها ومرها، يناهضون الاستعمار معا، ويعيدون على بعضهما البعض ويتعاملون بالحسنى والمودة والرحمة وهذا ما تعلمه لنا أدياننا.


هذه القيم وإن كانت مغروسة فينا إلا أنها بهتت بسبب آفة الطائفية التي ضربت في المجتمع المصري، لكن زيارة الرئيس أثناء الصلاة أعادت لنا هذه القيم النبيلة ولتنزع سم الطائفية من فم بعض الجهال المحسوبين على الدين، ودون أي رياء أتسم الرئيس بشجاعة القائد المقدام ولم يضع في حساباته وهو مقدم على هذه الخطوة القيل والقال من قبل هؤلاء الجهال.


لقد قبلت كثيرا من الأصدقاء والزملاء المسلمين الذين عبروا عن فرحتهم تجاه زيارة الرئيس للكاتدرائية فرحة تعادل فرحة المسيحيين بكل طوائفهم، فزيارة الكاتدرائية هي رمز للمسيحية المصرية ـ إذا جاز هذا القول ـ حتى لو تنوعت الكنائس.



بالأمس القريب اعتدى على الكاتدرائية وأيضا على مشيخة الأزهر الشريف، هؤلاء الذين أرادوا خطف مصر، لكن معا المصريين تصدوا لهذا العدوان على مصر، التي علمت يوما العالم الحضارة، وتستعيد الآن دورها القوي والحضاري بين الأمم.


نتمنى أن زيارة الرئيس تترجم إلى واقع على جميع مستويات الدولة، فهي رسالة ليبعد الجميع عن التمييز بين هذا وذاك ونكون جميعا واحد ومصر فوق الجميع.