التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 11:14 م , بتوقيت القاهرة

الفنان حسن الشرق لـ"دوت مصر": "هقلب متحفي محل كشري"

ما بين الجبل الشرقي، المكتظ بمدافن الموتى، والزراعات المقابلة لها، بمحافظة المنيا، خرج فنان مصري عالمي، أدهش العالم بريشته، التي رسمت أكثر من مليون لوحة متنوعة، دون أن يدرس الفن في الجامعات، أو يطلب المساعدة من أحد، بل كان الأكاديميون يسعون للتعلم على يده.


"حسن عبد الرحمن حسن"، الشهير بـ"حسن الشرق"، أو كما تلقبه دول الغرب بـ"الفرعون الهارب أو إخناتون"، أفضل تاسع رسام تشكيلي على مستوى العالم، من مواليد 28 مايو عام 1949، و له فى عالم الرسم باع طويل، اقترب من نصف قرن، ورغم حصوله على العشرات من الجوائز العالمية، والتكريم في جميع دول العالم، وكان آخرها حصوله على درجة الدكتوراه الفخرية، من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014، إلا أنه أعرب عن حزنه الشديد، للإهمال الذي وجده من بلده مصر، ومحافظة المنيا، ورفض تنفيذ بعض المطالب البسيطة له.


"دوت مصر" انتقلت إلى متحف "حسن الشرق"، والذي أقامه في مسقط رأسه، بمنطقة زاوية سلطان، أمام مدافن الموتى، على مساحة 1500 مترًا، لتلقي الضوء على ذكريات الفنان العالمي مع الكفاح، وتجري معه هذا الحوار...



كيف بدأت موهبة الفنان "حسن الشرق"؟


أنا عاشق للرسم منذ الطفولة، وأكثر شخص شجعني على الاستمرار في موهبتي، هو مدرس العلوم، بعد أن رأى ما أرسمه، على "التخت"، ولكن والدي كان يعمل جزاراً، ورفض ميولي الفنية، وتمنى أن أعمل معه، لكني كنت أرسم له على "ورق اللحمة"، حتى جاء الفرج، عندما زارت سيدة ألمانية قريتنا عام 1985، وكانت تسمى "أورزولا شيورنج"، وعندما رأت لوحاتي، اندهشت وأقنعتني بأن أذهب إلى القاهرة لأشارك في المعارض هناك، واستجبت لها حتى ذاع اسمي، وشاركت بعدها للمرة الأولى، في معرض بمدينة شتوتجارت الألمانية عام 1988، ثم بمدينة مونشن الألمانية عام 1990، وكذلك في متحف اللوفر بباريس، وحصلت على مفتاح مدينة نيولابك الألمانية عن مجموعة أعمالي الفنية عام 1994 بقصر برج برنبخ بألمانيا.


ماذا عن تكريم مصر لك؟


قمت بتنشيط السياحة بشكل كبير داخل محافظة المنيا، وأقنعت السلطات الألمانية بمنح المحافظة أموالاً، لبناء المتحف الأتوني خلال زيارتي منذ عدة سنوات، وكان ذلك من دافع عشقي لبلدي ومحافظتي، ولكن على الرغم من ذلك، لم يتم تكريمي فى مصر على الإطلاق، بل ويرفض المسئولون أبسط مطالبي المشروعة.


ألم تساعدك الدولة في إقامة متحفك الفني؟


لا، فقد أنشأت متحفي على نفقتي الخاصة، وكلفني أكثر من مليوني ونصف المليون جنيه، وعندما طلبت من محافظ المنيا "عمود نور ومطب صناعي" أمام المتحف، لتأمين محيطه، ومنعًا للحوادث، لم يستجب لي أحد، لذلك سوف أنهي كافة أعمالي في المنيا، وأنقل المتحف إلى محافظة أسوان أو القاهرة، وسأحوله إلى محل كشري "لو عايزين"، فقد فعلت ما بوسعي لعشرات السنين، لكن لا أحد يريد التعاون، وهيئة تنشيط السياحة، التي من واجبها التخطيط والترويج، للأسف لا تعلم من هو "حسن الشرق"، بالرغم من مناشداتي العديدة.



ما هي اللوحة التي رسمتها وتراها الأعظم في تاريخك؟


أعظم لوحاتي التي أفتخر بها، هي "مدرسة البقر"، وكانت عن مذبحة بحر البقر، التي شنها العدوان الإسرائيلي على أبناء محافظة الشرقية عام 1970، وأيضًا هناك لوحتان تحكيان السيرة الهلالية، وتم وضعهما في متحف اللوفر بباريس.


ما نوع الألوان التي تستخدمها في لوحاتك.. وكيف تختارها؟


أصنع ألوان لوحاتي بنفسي، من خلال المواد الطبيعية، كالزهور والبودرة، التي توجد في المحاجر، مثل المصري القديم تمامًا، ولن أفصح عن أسرارها لأحد، لأنها تعد من أسباب تقدمي عالميًا بين الفنانين، وللعلم هناك عدة دراسات أجراها متخصصون على لوحاتي في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأثبتت أن الألوان المستخدمة، ستظل ثابتة دون تغيير لأكثر من 1000عام.


حدثنا عن سر عشقك للجلباب الصعيدي


زرت أكثر من 20 دولة حول العالم، وجميع تلك الزيارات كانت تتم بالجلباب الصعيدي، بالإضافة للهجتي، التي لن أغيرها أبدًا، لأن من أبرز أسباب نجاح أي فنان، سماته التي لا يغيرها، ومبادئه التي يتمسك بها.



في وجهة نظرك.. كيف تستفيد الأجيال التالية من خبراتك؟  


هناك 17 رسالة ماجستير أجراها طلاب كلية الفنون الجميلة، على لوحاتي، و3 أفلام تسيجيلة من عدة جهات، وأوجه رسالة للشباب بعدم اليأس، والنظر لمن عانوا في حياتهم كثيرًا، حتى حققوا أهدافهم، أمثال الكاتب طه حسين، وعباس العقاد.


واختتم الفنان المصري العالمي "حسن الشرق" حديثه لـ"دوت مصر"، مؤكدًا أن عدد لوحاته التي قام برسمها خلال ما يزيد عن 45 عامًا قد اقترب من المليون لوحة، وأن الدول العربية تلقبه بفنان الوطن العربي، مكررًا أسفه وحزنه الشديدين لإهمال تكريمه من قبل وطنه، وهو ما أصابه بإحباط شديد.