التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 10:42 م , بتوقيت القاهرة

أبرز 8 محطات مرت بها علاقة مصر بالمغرب

رغم البعد الجغرافي بينهما إلا أن الدولتين تمتازان بحالة خاصة من العلاقات السياسية، فتارة يتجه المؤشر إلى الصعود وكثيرا ما يكون هابطا، إنهما مصر والمغرب. 


"دوت مصر" يرصد أبرز المحطات التي مرت بها العلاقات المصرية المغربية منذ أكثر من نصف قرن، وحتى التحول الأخير من الجانب المغربي، الذي خرج فجأة منذ عدة أيام ليعلن أن ما تم في مصر بـ3 يوليو انقلابا، لتتوتر العلاقات بشكل مفاجئ.


المحطة الأولى


امتاز انطلاق العلاقة بين الدولتين في القرن العشرين بتقارب وصل إلى حد التحالف، وكان لاسم "عبد الكريم الخطابي" ، المناضل المغربي الذي حارب الاستعماريين الفرنسي والإسباني، دور في نشوء هذه الصلة الوطيدة.


فبعد أن ضاقت به الدنيا وطارده الاستعمار الفرنسي نُفي إلى جزيرة رينيون حتى انتهى به المقام في العاصمة المصرية "القاهرة" ليدفن في تراب مصر عام  1965، ودفن في مقابر الشهداء.


خلال فترة تواجد "الخطابي" في مصر كلاجئا سياسيا شهدت العلاقات بين القاهرة والرباط توترات عديدة، وعلى الرغم من ذلك لم تفكر الإدارة المصرية في ترحيله وأخذ يمارس حياته بشكل طبيعي، حتى أنه كان يدعم حركات التحرر في كثير من دول العالم من مصر.


قام محمد بن عبد الكريم الخطابي بالدعوة إلى استقلال المغرب من الحماية الإسبانية والفرنسية، كما ساند انطلاقا من القاهرة ومن خلال راديو صوت العرب الناصري الحركات التحررية في كل من الجزائر، تونس، ليبيا، وباقي الدول العربية والإسلامية، وبالرغم من انتهاء الاحتلال الإسباني للمغرب إلا أنه أصر على مواصلة الحياة في القاهرة، ولا يزال يعتبر إلى الآن بطلا قوميا في المغرب.


المحطة الثانية


شهدت العلاقات المصرية المغربية بعد ذلك توترات عديدة كان أبرزها موقف المغرب من ثورة 23 يوليو 1952، وهو ما ظهر خلال زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمغرب، فعندما كان عبد الناصر جالسا على مأدبة الطعام مع الملك حسن الثاني، وولي العهد سخر منه قائلا  لعبد الناصر عندما لاحظ إنه يجد صعوبة في تناول الطعام "هل تناول الطعام بالشوكة والسكينة أصعب من الانقلاب على الملك فاروق". 


المحطة الثالثة


كان لمشاركة مصر في حرب الرمال التي نشبت بين الجزائر والمغرب خلال عام 1963 سبب في تأزيم الموقف المصري المغربي، وذلك عندما أرسلت الحكومة المصرية في ذلك التوقيت بـ2000 مقاتل لمساندة الجزائر خلال الحرب، حتى أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والذي كان طيارا في الجيش المصري آنذاك قد وقع أسيرا لدى المغرب خلال هذه الحرب.


المحطة الرابعة


استمر تصاعد الأزمات بين البلدين، عندما طلب عبدالناصر من المغرب بقطع علاقتها بألمانيا الغربية، التي كانت تدعم الوجود الإسرائيلي في الشرق الأوسط، خلال ذلك الوقت، إلا أن موقف المغرب جاء بالرفض حرصا على مصالحها الاقتصادية مع البلد الأوروبي، وهو الأمر الذي أغضب عبد الناصر، فهدد بالورقة الرابحة "الصحراء الغربية" ونفوذ مصر القوي في الجزائر جارة المغرب.



المحطة الخامسة


خلال حرب أكتوبر، كغيرها من الأشقاء العرب ساهمت في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث شارك المغرب بلواء مدرع وهو اللواء الوحيد المدرع الذى امتلكته المغرب في ذلك الوقت على الجبهة السورية ووصل قبل بداية الحرب بأسابيع قليلة.


كما شاركت بلواء مشاة على الجبهة المصرية ووصل الى مصر بعد بداية الحرب.


وكان من المقرر إرسال سرب طائرات إف 5 قبل بداية الحرب، ولكنه وصل إلى مصر بعد وقف إطلاق النار


 


المحطة السادسة


في 2004 أدى نشوب خلافات بين الجارتين الجزائر والمغرب إلى تدخل مصر كوسيط لحل الأزمة التي بدأت بإلغاء قرار فرض التأشيرة على الرعايا الجزائريين، والذي فرضته المغرب عقب تورط جزائريين في هجمات أطلس أسني بمراكش عام 1994، مما أدى إلى إغلاق الحدود البرية بينهما، إلا أن الجزائر لم ترد بالمثل ورأت أن القرار اتخذ دون تشاور معها ويندرج ضمن "سياسة الأمر الواقع" التي يعتمدها المغرب في علاقته مع الجزائر خلال السنوات الماضية.



المحطة السابعة


من ضمن العلامات البارزة التي تشير صعود العلاقات المصرية المغربية، عندما كان للراحل الحسن الثاني الفضل في إصلاح الخلاف بين الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.


وقال "قذاف الدم" ابن االقذافي ، في مذكراته  "عندما كنا ذاهبين كوفد ليبي برئاسة القذافي للقمة في المغرب سنة 1989 قام الملك بترتيب اللقاء مع الرئيس المصري بعد أن كنت قد تناقشت معه، واقترحت عليه أن يلتقي مبارك والقذافي قبل الاجتماع".


وتابع قذاف الدم في مذكراته، أنه تم "إدخال كل من القذافي ومبارك إلى غرفة وأغلق عليهما الباب، وخرج، ووقفنا ننتظر ونترقب وننصت، وفي الغرفة بدأ صوت كل من القذافي ومبارك يصل عبر الباب، إذ ينقل كل منهما للآخر كلمات فيها نوع من العتاب واللوم وبعدها بدأنا نسمع ضحكات تنبعث من داخل الغرفة، وهنا عاد الملك الحسن الثاني واصطحبهما إلى القاعة التي فيها الرؤساء، وانطلقت الاجتماعات".


المحطة الثامنة


ومع مطلع يناير 2015، عادت الأزمة بين مصر والمغرب إلى الظهور للسطح من جديد، وهو ما ظهر في التقرير الصحفي الذي نقلته الفضائية الثانية المغربية، والذي وصف ما حدث في 30 يونيو في مصر بالانقلاب ما أدى إلى توتر العلاقات بين الرباط والقاهرة وانتقال  السفير المغربي، محمد سعيد العلمي، في مصر إلى المغرب.