التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 02:16 ص , بتوقيت القاهرة

محللون: منع السوريين من دخول لبنان "خديعة"

أعلنت الحكومة اللبنانية عن إجراءات جديدة من أجل دخول السوريين إلى الأراضي اللبنانية، حيث رأى بعض المراقبين بأن الإجراءات عبارة عن عملية تنظيم لدخول اللاجئين السوريين إلى لبنان، بسبب الضغط الكبير في المجال الاقتصادي والاجتماعي على الأراضي اللبنانية، فيما ذهب آخرون إلى أن هناك من يحاول في لبنان، فصله عن سوريا نهائيا، ومن ثم فصل لبنان عن إطاره العربي أيضا.


خديعة كبيرة


يقول الخبير الاقتصادي اللبناني، غالب أبو مصلح، من بيروت، ليس هناك تأثير اقتصادي للاجئين السوريين على لبنان، بل هناك من يريد أن يقطع العلاقة مع سوريا، وينأى عن العلاقة مع العرب ككل، وهذا التيار موجود بقوة اليوم في لبنان، فأثناء مرحلة الاحتلال الفرنسي لكل من لبنان وسوريا، كان الاقتصاد موحدا وكانت هناك عملة وجمارك موحدة وكان هناك اقتصاد واحد، في فترة الخمسينات انقسم الوضع بسبب اختلاف السياسات والاقتصاد هناك برجوازية من حيث التحكم بالسلع، ولبنانية تركز على التجارة الخارجية وعلى توزيع عائدات الجمارك".


ويتابع أبو مصلح لـ "دوت مصر"، "الوحدة الاقتصادية بين سوريا ولبنان هي تهديد للكيان اللبناني، بحسب رأي هذا التيار، أعتقد أن هناك خدعة تمت بأن يؤخذ ضغط اللجوء السوري على الاقتصاد اللبناني حجة من أجل فرض تأشيرة دخول على السوريين، لأول مرة في التاريخ أصبح السوري بحاجة لفيزا تجاه لبنان، هناك اتجاه للفصل بين اقتصادين وشعب واحد، هذه خدعة كبيرة لا يجب أن تمر مرور الكرام، رغم أن كل القوى السياسية وافقت على هذا الموضوع".


مستعمرة أمريكية


ويرى أبو مصلح أن لبنان مازال مستعمرة أمريكية إلى حد ما، وأعطى مثالا على ذلك بأن تسليح الجيش اللبناني ممنوع، لكن أما بالنسبة لـ 3 مليارات دولار من السعودية، كان ذلك تحت رقابة أمريكية إسرائيلية ولإسرائيل الرأي الأخير بنوع الأسلحة في لبنان، مما يعطي إشارة واضحة على أن لبنان يتأثر بدول خارجية في سياق القرارات.


ويقول أبو مصلح: "الأمور ليست واضحة فيما يخص السوريين، هناك شكاوي لبنانية متعددة بسبب الهجرات السورية للبنان بدعوى تمدد داعش والأصولية الإسلامية للبنان، مستغلين حرية الحراك على الحدود، وبالتالي يحد من تمدد الأصولية الى لبنان، هناك شوفينية لبنانية وعسكرية على السوريين وهذا خطر جدا، السلطة لا تفعل شيئا للحد من هذه السلوكيات".


مصلحة اللاجئين


من جانبه يقول النائب عن تيار المستقبل، أحمد فتفت، "قرار فرض تأشيرة على السوريين مأساوي وغصة في القلب، لم يعد في لبنان قدرة على استيعاب أي لاجئ جديد، لأن 26% من سكان لبنان هو من النازحين السوريين، وللأسف المجتمع الدولي وأمام الضغط الاقتصادي والاجتماعي ضرورة لتنظيم هذا الشيء".


ويؤكد فتفت لـ "دوت مصر"، "مسموح للسوري عمل أي شيء في لبنان، أما استيعاب السوريين بهذا العدد فهو صعب، ولأن العلاقات السورية اللبنانية مهمة، نحن نعمل على مصلحة اللاجئين السوريين".


وحول إمكانية استفاد النظام السوري من هذا القرار، يقول فتفت، "على العكس، السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم، أدان القرار، وأكد أن الحكومة السورية معترضة على هذا القرار، الضغط الداخلي في لبنان كبير".


لا منع للدخول


من جانبه، نفى السياسي والنائب اللبناني السابق عن القوات اللبنانية، نادر سكر، منع السوريين من الدخول، مؤكدا على أنها عملية تنظيم لدخول السوريين إلى لبنان.


ويقول سكر لـ "دوت مصر"، "لا يوجد قرار لمنع السوريين من دخول لبنان، هناك تنظيم لدخول السوريين إلى لبنان، لأنه يوجد الكثير من النازحين السوريين في لبنان، ولبنان رحب بالسوريين على أرضهم، وسوريا كانت سباقة عندما نزح اللبنانيين إلى سوريا أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، في لبنان معاملة السوريين جيدة إلا أن القرار الأخير من أجل تنظيم العملية، وفيما يخص الحالات الإنسانية، إذا أثبت أي سوري أن لديه مشكلة إنسانية في مكان تواجده، لا أتصور أن لبنان سيرده إلى المكان الذي جاء منه".