التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 06:45 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| أهالي مثلث ماسبيرو:"إحنا زي السمك"

على أصوات "الكراكات" يستيقظون كل ليلة، تدهس البلدوزرات منازلهم على مرأى ومسمع الجميع، لم يغير الفقر ملامح الرضا من على وجوههم، لم يرغبوا في امتلاك الملايين ولا استجداء الإعانات، رضوا بالفقر ولم يرض الفقر بهم.. كابوس ما زال يراود أهالي منطقة مثلث ماسبيرو منذ عشرات الأعوام.


"لا للتهجير.. نعم للتطوير".. فيما لا يمكن أن يطلق عليه – مجازًا- مسمى شوارع، رفع الآلاف من أهالي حي مثلث ماسبيرو ببولاق أبو العلا شعارهم للتعبير عن مخاوفهم من التصريحات الحكومية الأخيرة بضرورة تطوير محل إقامتهم، وتداول البعض نية الدولة تهجيرهم قسريا وإزالة مساكنهم بالقوة.



في ديسمبر من عام 2011 انطفأت شرارة غضب أهالي الحي عقب سقوط بناية على أهلها ووفاة 5 أفراد من الأهالي، بوقفة سلمية أمام محيط مبنى ماسبيرو للتعبير عن غضبهم مما أسموه بإهمال الحكومة لهم، لتشتعل في الآونة الأخيرة على طاولة مجلس الوزراء ووزارة التطوير الحضري والعشوائيات "وثيقة توافق شركاء التنمية لمنطقة مثلث ماسبيرو".


الوثيقة هي آخر أمال الأهالي للحفاظ على حق بقائهم في مساكنهم، وهي ما تم الاتفاق عليها كصيغة توافقية نهائية مع الدولة، بحيث يتم عرضها نهاية الشهر الجاري على طاولة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، ومن ثم البدء في تطوير المنطقة، ومنح الأهالي مساكن بديلة بمحيط شارع 26 يوليو بشكل مؤقت لحين إنهاء عملية التطوير.



يقول مصطفى نصر المنسق العام لرابطة أهالي مثلث ماسبيرو، إن الرابطة تأسست في عام 2008 بهدف العمل على وقف مشروع إزالة المنطقة والذي تداولوه أبا عن جد، ولكن بالطرق المشروعة.


ويضيف أنه عقب تولي الدكتورة ليلى إسكندر وزارة التطوير الحضري والعشوائيات بدأت أوجه التطوير تتخذ الشكل الجاد، وتعاونوا مع مؤسسة مجد الهندسية في التواصل مع الوزارة وإخبارهم بالرغبة فى أن يكونوا أداة من أدوات التطوير، وتوصلوا لعمل إعادة تخطيط وتطوير.


ويرى نصر أن وفدا من 55 فردا من الأهالي التقى السبت الماضي، بالدكتورة ليلى إسكندر وهيئة التخطيط الهندسية المسئولة، وتم إبلاغهم بأن عملية التطوير ستشمل 45 فدان فقط من أصل 72 فدان هي المساحة الكلية للمنطقة، وبالتالي يتبقى مساحة 24 فدان خارج حيز التطوير، يمكنهم العيش بها كمرحلة أولى.



ويوضح أن جل مطالب الأهالي أن يكون التطوير مرحلي وألا يتم إخلاء السكان من منازلهم قبل حصولهم على ما يضمن حق البقاء، مشيرا إلى أن الحكومة طرحت 3 نماذج من المساكن البديلة على الأهالي وهم مساحة وحدة 35 متر و56 متر و72 متر، واتفقوا على أنه من حق كل ساكن أن يختار المساحة التي تناسبه.


وتابع"حافظنا على كل محيط المثلث أيام الثورة وده دليل أننا هنكون أمناء على أي مشروع استثماري هيتنفذ هنا، واتظلمنا كتير لأن كله بياخد بالشكل العام وبيقولوا علينا بلطجية وعشوائيين ومشافوناش على الحقيقة."



ومن جهته قال حسين أبو آدم، أحد منسقي الرابطة إن تسجيل بيانات الأهالي على وثيقة تطوير المنطقة مع الإبقاء على المساحة هو الشغل الشاغل للأهالي، مشيرا إلى أنهم أبدوا موافقة وترحيب على الاحلال والتجديد، وإعطاء جزء للمستثمرين وأخر لهم.


واعتبر أحد الأهالي "مش عايزين نمشي.. احنا مولودين هنا وهنموت هنا ومش عايزين فلوس، الفلوس بتروح، ومش همشي وهموت فيها ويبقوا يشيلونا بالبلدوزرات".



ويضيف أبو هبة، أحد الاهالي "احنا عاملين زي السمك لو طلعنا من هنا نموت.. هي كحكاية يدونا حتة منها وهما الله يباركلهم بالباقي"


ويستطرد "احلى أيام عشتها أيام حسني مبارك ولا كان في قلق ولا وجع دماغ بالسياسة، كنا بننتبه عشان نعرف نجيب الجنيه.. ربنا يبارك لليلى إسكندر واقفة جنبنا يا رب يكونوا صادقين بس".



كما أبدى الأطفال تمسكهم بمساكنهم قائلين  "مش هنمشي احنا اتولدنا هنا"، "مش هنستغنى عن منطقتنا ".