التوقيت الثلاثاء، 30 أبريل 2024
التوقيت 08:18 ص , بتوقيت القاهرة

إعلاميون مغاربة: تقرير السيسي "مؤامرة" للوقيعة مع مصر

اعتبر إعلاميون مغاربة أن التقرير الذي أذاعه التليفزيون الرسمي، ووصف  الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقائد الانقلاب، لا يعبر عن الرأي الرسمي للمغرب، واصفين ما حدث بالخطأ الفردي الذي يهدف لشحن الرأي العام في كلا الدولتين، في الوقت الذي اعتبره البعض ردا طبيعيا على تجاوزات وسائل الإعلام المصرية تجاه المغرب وملكه.



 

 

 


في هذا الصدد، نفى نقيب الصحفيين المغاربة، عبد الله بقالي، لموقع "دوت مصر"، أن يكون التقرير الذي أذاعته القناة الأولى للتليفزيون الرسمي دليلا على تغير السياسة المغربية تجاه مصر، موضحا أن "هذا الكلام ليس صادرا عن الحكومة المغربية أو من ديوان الملك".


وأرجع سبب إذاعة قناة الأولى المغربية لهذا التقرير إلى محاولة الرد على الإساءات والتجاوزات الصادرة من وسائل الاعلام المصرية تجاه المغرب وملكها وشعبها، قائلا: "هناك العديد من القنوات المصرية التابعة لرجال أعمال مقربين من مراكز القرار والرئيس السيسي نعتتنا عشرات المرات بأسوأ الصفات، مثل أن حج اليهود في المغرب، وإننا عنصريين وسحرة".


وتابع  "ما فعله التليفزيون نعتبره في المغرب أمرا عاديا وطبيعيا كطريقة تناول الأخبار، وهو بداية حرب إعلامية مغربية مصرية ما لم يتوقف الإعلام المصري عن الإساءة للمملكة".


وعما إذا كان هذا التقرير ناتج عن توجه المغرب لدعم تركيا الرافضة لحكم السيسي، نفى بقالي صحة ذلك، قائلا: "الأمر برمته ناتج عن تجاوز الإعلام المصري في حق الملك المغربي خصوصا خلال زيارته الأخيرة لتركيا، وقالوا إنه ذهب بـ5 طائرات خاصة، وهو الأمر غير الصحيح".


 

 


أضاف: "في تقديري كنا نأمل للحظة أن تتوقف مصر عن هذه التجاوزات لكن لم يحدث، تحملنا الكثير من الإساءات ولم نتحدث، لذا قررنا أن نرد بذات الطريقة، مع العلم أننا ممكن نختلف مع النظام لكن لا نسيئ لشعب مصر".


كما نفى نقيب الصحفيين المغاربة أن يكون الهدف من الهجوم على النظام المصري ناتجا عن التقارب مع الجزائر في الفترة الأخيرة، الذي ظهر في اختيار السيسي لها في أول زيارة خارجية، في الوقت الذي تتنازع فيه المغرب والجزائر على الصحراء الغربية، قائلا: "التقارب له مبرراته ولا يسيئ للمغرب من قريب أو بعيد".


وعن كيفية مواجهة هذه الحرب الإعلامية بحسب وصفه، قال بقالي: "لا بد أن تكون وسائل الإعلام للتهدئة وليس لإشعال الفتن، ليست ساحات للحروب بل لتوعية الجمهور وخدمة قضايا المجتمع والتنمية، فالإعلام لا يقل بكل تأكيد عن أسلحة دمار شامل".


من جانبه، وصف الصحفي بجريدة "العمل" المغربية، عمر نجيب، التقرير التلفزيوني بـ"الحادث العارض"، مؤكدا أنه موقف شخصي ليس له علاقة بالموقف الرسمي للحكومة، متوقعا أن يتم وقف المذيع الذي ارتكب الخطأ عن العمل تمهيدا لمحاسبته، قائلا: "مفيش رقابة 100% على كل حاجة".


أضاف نجيب أن هذا الموقف حدث من قبل بين المغرب وموريتانيا والسنغال ثم الإمارات، حين خرجت صحف مغربية وإشارات تلفزيونية كادت أن تتسبب في مشاكل مع تلك البلدان، فهم بمثابة طابور خامس لا مسؤولية لديهم".


وحذر نجيب من أن يستغل هذا الخطأ في الوقيعة بين البلدين، قائلا: "هناك أطراف من مصلحتها تعكير صفو العلاقات بين البلدين، وأخشى أن يتسبب هذا الموقف في شحن الرأي العام في مصر ضد المغرب، وشحن الرأي العام في المغرب ضد مصر".


ودلل نجيب على استحالة أن يكون هذا التقرير خارج عن الدائرة الرسمية في المغرب، بقوله: " كل المواقف المغربية من مصر حتى البرامج الإذاعية، وصفت الأحداث بانتفاضة 30 يونيو ضد مرسي، بجانب تهنئة ملك المغرب للسيسي وحضور وزير الخارجية حفل التنصيب، كل هذا لن يمسحه برنامج".


وحول تأثير التقارب المصري الجزائري في الفترة الأخيرة أو زيارة العاهل المغربي لأنقرة على حملة الهجوم ضد السيسي، قال نجيب: "زيارة السيسي للجزائر ضرورة حتمية لمواجهة الخطر القادم لمصر من ليبيا الفوضى والجماعات المتطرفة الاتصال المصري مع السودان والجزائر المجاورة لليبيا"، كما أكد أن زيارة الملك المغربي لتركيا هي زيارة شخصية ليس لها محمل سياسي، مرجعا سبب الزيارة للأزمة مع فرنسا وإلغاء الاتفاقية القضائية بين البلدين.


ودلل نجيب على صحة كلامه بالإشارة إلى أن عدم اصطحاب ملك المغرب لأي شخصية حكومية خلال زيارته لتركيا، متسائلا عن سبب عدم ترجمة زيارة الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، إلى المغرب، وأمير قطر السابق الموجود في المغرب بأنها تحالف سياسي جديد".



تجدر الإشارة إلى أن الحزب الحاكم في المغرب "العدالة والتنمية"، اعتبر ما أذاعته القناتين الأولى والثانية المغربيتين، بمثابة انقلاب في الخطاب الإعلامي تجاه النظام الجديد في مصر، مشيرا إلى أن هذه اللغة جديدة على الخط التحريري للقناتين، الشيء الذي يفتح الباب أمام المحللين والمراقبين لمعرفة خفايا هذا التحول وأسرار التغير الطارئ.


أضاف الحزب في بيان على موقعه الإلكتروني "لأول مرة منذ انقلاب 3 يوليو/ تموز، تتحدث القناتين العموميتين الأولى والثانية، بشكل مباشر بأن ما وقع في مصر يعد انقلابا عسكريا".


ويتزامن هذا التغير في السياسة الإعلامية للتلفزيون الرسمي للمغرب مع زيارة مفاجأة للملك محمد السادس إلى أنقرة، التقى خلالها الرئيس التركي، محمد طيب أردوغان.



وكان العاهل المغربي قد بعث برقية تهنئة إلى عبد الفتاح السيسي في الثالث من يونيو الماضي، بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية، قال فيها: "أشيد بالثقة التي حظيتم بها من لدن الشعب المصري الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه الحديث، لقيادته إلى تحقيق ما يصبو إليه من ترسيخ لروح الوئام والطمأنينة، وتقدم وازدهار، في ظل الأمن والاستقرار".


أضاف "لي اليقين أن ما تتحلون به من خصال رجل الدولة المحنك، ومؤهلات القائد المتبصر، ذي الغيرة الوطنية الصادقة على مصير بلد عظيم كجمهورية مصر العربية، سيكون خير سند لكم للاضطلاع بهذه المسؤولية الجسيمة بكل تفان وإخلاص، وتعزيز دولة القانون والمؤسسات، وتجسيد التزاماتكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أكمل وجه، بما يمكن مصر الشقيقة من تبوئ المكانة التي هي أهل لها، واستعادة دورها الوازن والفاعل إقليميا ودوليا".