التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 06:57 م , بتوقيت القاهرة

من هي أم النبي؟

نشأت السيدة آمنة بنت وهب في أسرة عريقة النسب، مشهود لها بالشرف والأدب، اتسمت بالبيان، وعرفت بالذكاء وطلاقة اللسان، وتعد أفضل امرأة في قريش نسبا ومكانة، وكانت تعرف بـ"زهرة قريش"، فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، وكانت مخبأة من عيون البشر، حتى إن الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها، وقيل إنها عندما خطبت لعبدالله بن عبدالمطلب كانت أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا.


رأت السيدة آمنة الكثير من الآيات أثناء حملها وميلادها بالنبي، والذي تزامن مع وفاة زوجها، فلم يكن أمامها سوى أن تتحلى بالصبر على مصابها الجلل، ولبثت مكة وأهلها حوالي شهرا أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت للأحزان وأطالت التفكير بزوجها، لكنها اقتنعت أن عبدالله زوجها لم ينجُ من الذبح عبثا، فلقد أمهله الله حتى يودعها هذا الجنين، الذي من أجله يجب أن تعيش وتصبر.


ورأت بشريات نبوة ولدها فى منامها أكثر من مرة طوال الحمل وبعده، وعندما أحست بأن وفاتها اقتربت، نادت على ولدها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، لتوصيه بوصية وصفت بأنها أعظم وصية من أم لابنها، فقالت شعرا:


بارك فيك الله من غلام *** يا ابن الذي من حومة الحمام
نجا بعون الملك العلام *** فودي غداة الضــــرب بالسهام
بمئة مـن الإبـــل سوام *** إن صح ما أبصرت في المنام
فأنت مبعوث إلى الأنام *** تبعث في الحــــل والحــــرام
تبعث بالتوحيد والإسلام *** ديـــــن أبيك البـــــر إبراهام
فالله ينهاك عن الأصنام *** أن لا تـــواليها مــــع الأقوام