التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 01:33 م , بتوقيت القاهرة

صحف إماراتية: فلسطين تنتظر الاستقلال

كتبت- هبة مدين:


اهتمت صحف الإمارات الصادرة، اليوم الثلاثاء، بعدد من الموضوعات الهامة على المستوى المحلي والعربي والعالمي، والتي دارت أبرزها حول، مشروع القرار الفلسطيني العربي لإنهاء الاحتلال وإعلان الدولة الفلسطينية، ومدى مصداقية واشنطن إزاء المشروع.


كما ركزت الصحف الإماراتية، على استعادة مصر مكانتها ودورها، من خلال تصحيح المسار السياسي والتفاعل مع قضايا الأمة العربية.

فلسطين تنتظر

كتبت صحيفة "البيان" الإماراتية، في مقالتها الافتتاحية، التي جاءت تحت عنوان "حتمية زوال الاحتلال"، في حين أن عام 2014 يلملم آخر ساعاته ليودعنا بما حمله من كوارث ومآس وحروب حلت على أكثر من منطقة في العالم، لا يزال الفلسطينيون يصارعون الاحتلال الإسرائيلي من أجل نيل حريتهم وحقوقهم المشروعة، فيما تضرب إسرائيل بعرض الحائط كافة الشرائع الدولية منذ أكثر من 6 عقود، ولسان حالها البقاء للأقوى، وهو منطق لم يجد نفعا في كسر صمود وعزيمة الفلسطينيين، وسياسة تهديد ووعيد لم ترد هذا الشعب الباسل عن المطالبة بحقوقه، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال لأرضه ومقدساته.


ولفتت الصحيفة، إلى أن المشروع العربي الفلسطيني المتعلق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وضع بين يدي مجلس الأمن الدولي، بـ 8 تعديلات على مسودته الأولى لتفادي فيتو أمريكي، بات مفروغا منه وهو بحاجة إلى تصويت 9 دول أعضاء في مجلس الأمن، من أصل 15 عضوا كي يتم إقراره.


كما بينت الصحيفة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدوره، جدد تأكيده للإدارة الأمريكية؛ أن الموقف الفلسطيني لا تراجع فيه، معلنا الرفض التام لأشكال الاستيطان كافة، وخاصة في القدس المحتلة، فيما دعا السفراء العرب في الأمم المتحدة بناء على طلب الأردن وفلسطين، لاعتماد التعديلات على مشروع القرار، ولتجديد دعمهم للتحرك الفلسطيني.


وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من جانبه، يواصل سياسته الاستفزازية وانتهاكاته بالمصادقة على خطة لتكثيف تواجد قوات إسرائيلية بشكل دائم في القدس المحتلة، وأمر قواته بمواصلة التأهب في إشارة صريحة لإعطائهم الضوء الأخضر لقمع أي تحرك شعبي للفلسطينيين في المرحلة الراهنة.

بدورها، أكدت أن تلك السياسة الإسرائيلية المغلفة بسيل من الانتهاكات وتجاوز كافة الخطوط الحمراء، لن تمنع الفلسطينيين من مواصلة معركتهم السياسية في كافة المحافل الدولية، ولن تكسر صمود هذا الشعب المتمسك باستعادة أرضه وحقوقه، ولن تقتل الأمل الذي يعيش عليه الفلسطينيون بعدالة قضيتهم، وبأن الاحتلال زائل مهما طال ومهما تجبر قادته عليهم.

واشنطن على المحك

تحدثت صحيفة "الوطن" الإماراتية، في مقالتها الافتتاحية، والتي جاءت تحت عنوان "مصداقية واشنطن على المحك"، أن مشروع القرار الفلسطيني العربي بشأن إعلان الدولة الفلسطينية، يضع واشنطن أمام لحظة الحقيقة، إما أنها مع السلام أو ضد السلام، وليس هناك خيار آخر غير ما تقدمه السلطة الفلسطينية مدعومة بالموقف العربي، والدول الصديقة والحرة التي ترى في المشروع نهاية لصراع طويل وحروب كثيرة واعتداءات لا تحصى من الجانب الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني.


وقالت الصحيفة، إن حجة الانحياز إلى مبدأ الأمن الإسرائيلي خرافة لم يعد هناك من يحترمها، لأنها حجة ضعيفة في وقت أثبتت إسرائيل أنها المعتدي الدائم على الشعب الفلسطيني وحقوقه وممتلكاته وحرية أبنائه، وهو أمر مشهود لا يحتاج إلى شهود أو أدلة وإثباتات وبراهين، مضيفة "الحجة التي تعتمد عليها إسرائيل أن أمنها مهدد بوجود حركة حماس فهذا تهويل في غير محله، لأن اسرائيل انسحبت من القطاع عام 2005 وهو ما يؤكد أن حماس لا تشكل تهديدا ولا إرهابا، ولا أي من تلك الخرافات التي تحاول أن تغرسها إسرائيل في أذهان العواصم الغربية".

وأضافت، أن الحجة الصحيحة التي تحملها السلطة الفلسطينية، هي أنه مع قدوم السلام ونهاية الاحتلال لن يكون هناك غير دولة فلسطينية واحدة، هي التي سيعترف بها دوليا بعد أن تتعهد باحترام كل اتفاقيات السلام، مؤكدة أن منطق السلام أقوى من منطق العداء ومنطق الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة أقوى من بقاء الفلسطينيين بلا دولة، وقد ظلت واشنطن تؤكد أن الإرهاب رفيق الفوضى، وبهذا المنطق فإن الدولة الفلسطينية ستكون دولة مؤسسات وأجهزة وقوانين ونظم تحكم كل تفاصيل الدولة.


وانتهت الصحيفة، إلى أن واشنطن تقف اليوم أمام التاريخ الذي يسجل لحظة اتخاذ القرار الصائب من القرار الخاطئ، وأمام الأدارة الأمريكية فرصة تاريخية لتؤكد للعالم أنها على قدر تعاهداتها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ضمن فكرة الدولتين، التي نبعت من واشنطن نفسها، قائلة "إذا لم تلتزم واشنطن اليوم بتعهداتها فلن يكون هناك يوم آخر مواتيا لسلام عادل ودائم ونهائي، مثل ما تقدمه السلطة الفلسطينية من سلام مستحق لها ولإسرائيل وللمنطقة يسهم في الاستقرار والبناء والتنمية".

الدعم المصري

وحول دور مصر في دعم مصالح الأمة، أوضحت صحيفة "الخليج" الإماراتية في مقالتها الافتتاحية، تحت عنوان "مصر في الطريق الصحيح"، أن دور ومكانة الدول يتحدد بالقدرة على الاستخدام الصحيح للإمكانات، والقدرات المادية والمعنوية السياسية والاقتصادية، إضافة إلى الموقع وتوظيف كل ذلك في علاقاتها مع الآخرين من خلال كفاءة الاستخدام، بحيث يكون الاستثمار مجديا والمردود وافيا.


وأكدت الصحيفة، أن المهم في هذا الجهد الدبلوماسي هو التوازن في العلاقات، لأن أي خلل قد يؤدي إلى الإضرار بالمصالح العليا للدولة، ويضعها رهينة مواقف وسياسات قد لا تتوفر القدرة على ضبطها، وتكون النتيجة السقوط في مهاوي الارتهان الخارجي.


كما لفتت، أن مصر بذلت جهدا في خمسينات وستينات القرن الماضي في دوائرها العربية والإفريقية والعالمية، إذ صارت ركنا أساسيا في السياسة العالمية ومحورا مركزيا في العالم العربي وإفريقيا من خلال مشاركتها الفاعلة، في تأسيس حركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الإفريقية وقيادتها لحركات التحرر العالمية، مؤكدة أن ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو كانت في مضمونهما منطلقا للتغيير كي تستعيد مصر مكانتها ودورها.


واستطردت، أنه منذ أشهر بدأت مصر في تغيير المسار وتصحيح الاعوجاج السياسي من خلال تفعيل العمل الدبلوماسي ورفده بدماء جديدة وتوجهات جديدة، ومباشرة جهد ملحوظ على الصعيدين العربي والدولي بالتخلي عن حالة الجمود وإطلاق العنان لحركة دبلوماسية نشطة متعددة الاتجاهات من أجل استعادة دور ومكانة تخلت عنهما بإرادتها بعد أن قررت الاستكانة والجمود والاكتفاء بعلاقات في اتجاه واحد، وضعت مصر رهينة للضغوط والابتزاز سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

وأكدت أن بداية الخروج إلى العالم كانت إعادة فتح أبواب العلاقات مع روسيا، وهي علاقات تاريخية وإيجابية، ثم التوجه نحو الصين حيث مفتاح العالم الجديد ومن ثم الانفتاح على الدول الصاعدة والسعي للمشاركة في منتديات وتجمعات إقليمية فاعلة كانت مصر غائبة عنها، كما بدأت مصر تتفاعل مع قضايا أمتها العربية وما تواجهه من مخاطر على أيدي المنظمات الإرهابية، وتسعى لرأب الصدع والبحث عن تسويات وحلول للأزمات التي تعصف بأركان دولها.