نالت كلمة رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، علاء أبو العزائم، أمس الثلاثاء، في البرلمان الفرنسي، استحسان عددا من علماء الأزهر، مشيدين بإظهاره الصورة الحقيقية للإسلام وبراءته ممن يدعون أنفسم بالإسلاميين، وحقيقة وضع الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي في مصر.

ويرصد "دوت مصر" آراء بعض علماء الأزهر في التعليق على كلمة أو العزائم، بعد أن أشادت بها العديد من القوى الصوفية وحزب التحرير الصوفي والقيادات الشيعية في مصر.

البسطويسي: أظهر الصورة الحقيقية

أعلن رئيس قطاع الأزهر الأسبق، الشيخ عمر البسطويسي، دعمه لموقف أبو العزائم، معتبرا أنه تحدث باسم الشعب المصري وأوضح الصورة الحقيقية أمام الغرب.

وأضاف البسطويسي أنه يتوجب علينا الاعتراف بأن هناك أعداء كثيرين لمصر في الداخل والخارج يبثون الشائعات والأكاذيب بهدف زعزعة أمن البلاد، وعلى كل مصري في أي مكان أن يوضح حقيقة الوضع، ويدلل بمواقف الأزهر وعلاقته بالكنيسة القبطية التي تقطع الشك على من يريد إثارة الفتنة في الوطن.

وأيد رئيس قطاع الأزهر الأسبق إعلان أبو العزائم براءة الإسلام ممن يطلقون على أنفسهم الإسلاميين، ووصفهم بالإرهابيين، معتبرا أنه يجب علينا جميعا التبرأ ممن يخرب الأوطان باسم الدين، واعتبارهم خوارج، قائلا: "كل الفرق الإرهابية لا تمت للإسلام بصلة".

الجاويش: تحركاته مطلوبة
من جانبه، اعتبر العالم الأزهري، محمد الجاويش، أن تحركات الصوفية في السياسة والدبلوماسية "مطلوبة"، موضحا أن الفرق بينها وبين غيرهم من الإخوان والسلفيين، هو أن الصوفية تحاول أن "تتدين السياسية، ولا يتسيس الدين".

وأضاف الجاويش أن أبو العزائم صدق عندما قال لم يخرج من تحت عباءة التصوف إرهابيا واحدا، موضحا أن الصوفية ربوا أبنائهم على حب الأوطان والنبي وأهل البيت، ويستحيل أن يوجد بينهم إرهابي لشدة محبتهم لأوطناهم تأسيا برسول الله وحبه لمكة، مبينا أن ما قاله عن الجزية في مصر وعدم وجود لفرضيتها الآن، هو "رأي شرعي سليم، لأنهم طالما يخدمون في القوات المسلحة معنا تسقط عنهم الجزية، فشرط تنفيذها هو عدم التجند في صفوف الجيش".

صديق: اسلكوا مسلك أبو العزائم
أما الأستاذ بجامعة الأزهر، رفعت صديق، فيؤكد أن الإسلام انتشر بأخلاق الصوفية، فغير المسلمين اعتبروهم قدوة بسبب أخلاقهم، فانجذبوا إلى الإسلام، قائلا: "لو تعامل الصوفية بأخلاقهم أمام الغرب لأسلم أهله جميعا".

وأشاد صديق بموقف الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، موجها رسالة إليها في مصر وخارجها بأن يسلكوا مسلك أبو العزائم الدعوي، موضحا أن الشعب المصري والإسلامي لديه ميل إلى التصوف وحب أهل البيت.

وأكد أن الأزهر بلجانه وهيئاته قادر على در جميع إدعاءات الغرب ضد الإسلام، موضحا أن المسيحيين في مصر يعيشون معنا وليس هناك أي اضطرابات أو مشاكل، مثلما أكد أبو العزائم في حديثه، متسائلا: "لماذا يناقش الغرب قضايا مسيحيي الشرق؟، هو حد فيهم اشتكى، المسيحيين في الشرق ضد التدخل الغربي، ومواقف الكنيسة المصرية أوضح من أن تذكر".

وكان رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، علاء أبو العزائم، تحدث أمس الثلاثاء، في البرلمان الفرنسي، عن وسطية الإسلام وبراءته ممن يدعون بالإسلاميين والذين وصفهم بالإرهابيين، كما نفى فرض الجزية على المسيحيين وذلك في جلسة لدراسة أحوال المسيحيين في الشرق الأوسط، بحضور رئيس هيئة "مسيحيو الشرق في خطر"، باتريك كرم.