التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 10:25 م , بتوقيت القاهرة

بيزنس الشعوذة.. تموله السيدات وهن أول ضحاياه

الدجال أو المشعوذ.. هي مهنة من لا مهنة له، يؤديها البعض بحثا عن "لقمة العيش"، ويصدقهم الكثيرون في مصر وغيرها لأسباب مختلفة، يلجأ إليهم بعض الناس في أمور اجتماعية تتعلق بالزواج أو المشاكل الأسرية، ويلجأ إليهم آخرون في أمور تخص المرض أو العمل، زبائنهم متعددون، وأغلبهم من السيدات، بحسب دراسات صادرة من مركز البحوث الاجتماعية والجنائية.

"دوت مصر" يعرض في الموضوع التالي بعض حوادث ضبط الدجالين خلال الفترة الماضية في مصر.

دليل الحائرين في عالم السحر والشياطين


كتب السحر والشعوذة متعددة، منها ما يقوم بعض هؤلاء بتأليفه بأنفسهم، وفي 21 نوفمبر/تشرين ثان الجاري بالبساتين، ألقي القبض على مشعوذ كان يدير مسكنه لممارسة الدجل والشعوذة، بإيهام المواطنين بقدرته على حل المشاكل العائلية، وتعجيل زواج القاصرات، وشفاء الأمراض المستعصية، مقابل مبالغ مالية، وتم ضبط 34 نسخة من كتاب بعنوان (دليل الحائرين في عالم السحر والشياطين)، منسوب تأليفه للمتهم الرئيس، ويحتوي على بعض الآيات القرآنية والأحاديث، وملحق به إسطوانة تحتوي على بعض الأدعية والتحصينات، دون الحصول على أي تصاريح من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.

الدجال المضبوط لم يكن يمارس النصب والاحتيال وحده، بل كانت معه سيدة أخرى و7 من الضحايا وقت ضبطه والقبض عليه، وعثر داخل المركز على مجموعة من ما يطلق عليه المشعوذون اسم "الحجاب"، والأشياء الأخرى المستخدمة في الدجل، كما تم ضبط ملابس داخلية للنساء ورجال، وبعض الدهانات والزيوت والمستحضرات التي يقوم بتركيبها بدون ترخيص، وترويجها على عملائه من المجني عليهم.

يساعدهن على الإنجاب بمعاشرتهن جنسيا


وفي القليوبية في أكتوبر/كانون ثان الماضي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على دجال يوهم السيدات بقدرته على حل مشاكلهن الزوجية ومساعدتهن على الإنجاب مقابل مبالغ مالية، وبعد أن يقنعهن بتلك القدرة الزائفة كان يمارس معهن الرذيلة، لعل وعسى.. الدجال المضبوط يُدعى "عادل.أ"، 47 سنة، وكان يتلقى أكثر من 12 ألف جنيه في علاج الحالة الواحدة، وتم الإيقاع به بواسطة إحدى ضحاياه، وهي سيدة تمتلك محل "كوافير".

وقالت الضحية إنه يمارس الجنس مقابل ما يوهم به المترددات عليه من قدرته على حل مشاكلهن، بالإضافة أيضا إلى المال الذي يأخذه منهن، واعترف المتهم بما وجه إليه بحسب الأمن، وتم تحويله للنيابة التي جددت له الحبس 15 يوما، ومازال يتم التجديد له.

10 مليارات جنيه سنويا


دراسة سابقة أعدها الدكتور محمد عبدالعظيم، الباحث بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، أكدت أن إنفاق المصريين على الدجل والشعوذة يتجاوز 10 مليارات جنيه سنويا، مشددة أيضا على أنه يوجد في مصر فقط ما يعادل دجالا لكل 120 مصريا، بالإضافة إلى أن هناك 300 ألف شخص في مصر يدعون علاج المرضى بتحضير الأرواح، ومثلهم يزعمون العلاج بالقرآن والإنجيل.

دجال الحرية والعدالة


في 20 سبتمبر الماضي، ألقى الأمن بدمياط القبض على دجال يدعى "محمد.م"، قتل فتاة توجهت له لأنها كانت تريد أن تتم خطبتها وأن تتزوج، وتبين من التحريات أن الدجال هارب من سجن أبو زعبل عقب أحداث ثورة يناير، حيث كان يقضي عقوبة الحبس 25 عاما بتهمة القتل بالفيوم، في القضية رقم 99520 لسنة 2006، وفوجئ الأمن أن المتهم كان يحمل كارنيه حزب الحرية والعدالة عقب ضبطه، واعترف أنه حاول الاعتداء على المجني عليها ولكنها رفضت وقاومته، فقام بكتم أنفاسها حتى فاضت روحها، ثم سرق مصوغاتها.


الدجل والسيدات


الدراسة المشار إليها قالت أيضا إن 50% من النساء في مصر يعتقدن في الدجل والشعوذة، وأنهن أكثر إقبالا من الرجال على الدجالين، وكانت أجهزة الأمن بحلوان ألقت القبض على دجال في 30 أكتوبر/كانون ثان الماضي، بتهمة تصوير السيدات عاريات أثناء علاجهن بالدجل، ويقوم بنشر صورهن على "يوتيوب"، وهو ما أثبتته تحقيقات النيابة التي أمرت بحبسه.

محافظة الإسكندرية أيضا شهدت في 30 إبريل/نيسان القبض على دجال يدعى "رامي.م"، 30 سنة، يدير مسكنه لممارسة الدجل والشعوذة، مدعيا استعانته بالجن في حل مشاكل المواطنين، وهو ما صدقه ضحاياه الذين كان معظمهم من السيدات.