التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 01:57 ص , بتوقيت القاهرة

"الأسطى جيهان".. ضحت بالسعادة وتاجرت مع الله

الأسطى جيهان
الأسطى جيهان

"يارب سد عنى، وادينى من السما للأرض وإيدتي صحتى" دعوات تتضرع بها "جيهان" كل صباح لله عز وجل، تلك الفتاة التي تبلغ من العمر الـ30 عامًا، لم تجد مفر من العمل الشاق، تجدها تقف أمام ورشة لتصليح كاوتشوك السيارات على الطريق الزراعى لمدنية البحيرة، نظرتها حادة ابتسامتها ضئيلة وثقيلة على وجهها رغم بشاشته، يدها خشنة جسمها النحيل دليل على شقائها منذ صغرها.

جيهان منصور ابنة مركز الدلنجات تحملت المسئولية بعد أن هجر الأب أسرته وتخلى عن أربعة من الأبناء بنتان وولدان، تكبرهم تلك الفتاة التي عملت في سن الـ13 عامًا، روت" جيهان" قصة كفاحها لـ"اليوم السابع " فقالت" القفة أم ودنين يشلوها إتنين، كنت أنا وأخويا متحملين مسئولية البيت، لكن من 7 سنين توفى أخى ومش بخاطرى شلت القفة كلها لوحدى، الحمل ثقيل لكن ربنا بيعين".

لماذا لجأت "جيهان" إلى تصليح الكاوتشوك؟ تقول الفتاة" مات أخويا وساب ورشة كان مأجرها، جبت عامل بيفهم في الشغل ده يشتغل ولكن كان الدخل بسيط 70، 80 جنيه في اليوم، فقلت ما بدهاش لازم انزل الشغل وافتح الورشة بنفسي، بقالى سبع سنين فتحاها".

وتابعت الأسطى جيهان" أول مرة دخلت فيها الورشة للشغل دعت ربنا يحببنى فيها ويعنى عليها، وأول مرة مسكت فيها آلة حاولت معها أجيبها يمين وشمال لحد ما اصلحت، كنت بحاول كتير وبسأل كتير عشان اتعلم، وبلجأ لربنا، لحد ما بقيت فاهمة كل حاجة في الشغلانة، الحمد لله كله من دراعى  وكدى، أنا ماروحتش لحد يدينى حاجة كله من شغلى".

 

وقالت الأسطى"أنا بطلع من بتنا الساعة 5,30 الفجر وعلى ما أوصل بتكون 6 أدعى ربنا وهو يبعتلي، أنا اشتغلت مضطرية غصب عنى عشان غيرى يعيش، أحنا في مجتمع مابيرحمش، أنا مسئولة عن أمى مريضة وأخوتى الصغيرة وبنت أخويا سابهالى عندها سنة دلوقتى عندها 6 سنين، بتعامل مع الناس بحكمة وعقل وحدود عشان محدش بتطاول عليا المحترم لازم الناس تحترمه وتحبه".

 

جيهان كمثيلتها من الفتيات اللاتي حلمن بالبيت السعيد والزوج الصالح ولكنها أمنية لم تتحقق تقول الفتاة" كان نفسي في عيشة مرتاحة وبيت نظيف ومانهنش نفسي وحلمت كتير بالفستان والطرحة، لكن ده قدرى ونصيبي، لما بشوف عروسة قدامى بحزن على نفسي لكن بسرعة بقول الحمد لله وأرجع لطبيعتى عشان المسئولية إللى ورايا، وكمان بيت أخويا عوضتنى عن الأمومة إللى أحيانا بحس بها هي كل حياتى وطلبتها كلها موجابة".

 

وتابعت الفتاة" أنا إللى جوزت إخواتى البيت والولد، بروح لتجار أمضى شيكات عليا واحهزهم وأعمل كل حاجة تسعدهم، والفلوس بتبقى دين عليا أسدها من شغلى، أخر جوازه كانت 50 ألف جنيه سديت 10 والباقى 40 ألف جنيه ".

 

وأنهت الفتاة حديثها" ربنا دايما سترها معايا انقذنى مريتن من الموت الأولى عجلة الكوتش فلتت منى وكانت هتموتنى، والمرة التانية طرحتى لفت على الماكنية وأنا بشتغل وخنقتنى لكن ستر ربنا الكهربا قطعت، أنا مش عاوزة حاجة من الدنيا غير سعادة أمى وأخواتى".