التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 10:27 م , بتوقيت القاهرة

من حياة الريف للسجن ..عاطف يقضي 15 سنة بسبب جريمة قتل

السجون
السجون

لم يدري الشاب الريفي وهو يرتكب جريمته بقتل أحد الأشخاص، أنه سيفقد 15 سنة من عمره خلف أسوار السجون، وأن دموع الندم لن تتوقف طوال هذه المدة، على سنه الذي أهدره في الحبس، جراء ما اقترفت يداه في حق غيره.

في إحدى قرى مدينة دمنهور في محافظة البحيرة، عاش "عاطف.م" حياته، التي كانت تمر بطريقة طبيعية، حتى وقعت "خناقة" انتهت بقتله لشخص آخر، ليتم القبض عليه وصدور حكم ضده بالسجن لمدة 15 سنة.

بصوت ممزوج بالآسى والحزن تحدث السجين لـ"دوت مصر" عن جريمته، وشيطانه الأشر الذي قاده لخلف قبضان السجون، وشبابه الضائع وندمه على ما اقترفت يداه.

"كانت حياتي هادئة، وكان كل شىء طبيعي ويمر بسلام، كانت لدي أحلام بالزواج وبالأسرة السعيدة وبالغني، وأشياء أخرى كانت تراودني قبل أن ارتكب جريمتي، التي لا أريد الحديث عن تفاصيلها، ولا أحب أتذكرها، فقد أطاحت بمستقبلي"، هكذا لخص السجين قصته.

يأخذ السجين نفس عميق ويخرجه بقوة، ويقول:"الشاب منا لو يعرف ايه اللي هيخسره بعد الجريمة ما يعملش كدا، ولو يعرف ازاي هيضيع نفسه ومستقبله ما يعملش كدا، نفسي أقول لكل الشباب التزموا، وبلاش يغركم شبابكم وتسمعوا كلام الشيطان، بلاش تقضوا أفضل سنين العمر جو السجن زيي".

وعن ندمه، يقول السجين طويل القامة أسمر الملامح:" بالتأكيد ندمان على ما فعلت، وحصلت على جزائي، ليكون رادع قوي، وحتى أتعلم الدرس جيداً، ولا أكرر هذا الخطأ الذي كلفني 15 سنة من عمري خلف أسوار السجون، قضيت منهم عامين ويتبقى 13 سنة".

وحول حياته قبل السجن، قال النزيل:" كنت شخص مسالم لأقصى مدى، ولم أدخل القسم إلا عند استخراج بطاقة الرقم القومي، ولم أدري أنه سيأتي يوماً لأكون رقماً صحيحاً في دفتر السجناء، لكنه الشيطان يفعل ذلك وأكثر، يحول الشخص المسالم لمتهم في لحظة، نعم هي لحظة ضعف يستسلم فيها الشخص للشيطان ليجد نفسه هنا، في السجن، فالقوي ليس الذي يضرب ويهاجم، وإنما القوي الذي يتحكم في نفسه ولا يضعف أمام شيطانه".

وعن معاملته داخل السجن، يقول النزيل:" كانت الصعوبة في الأيام الأولى من دخولي السجن، فقد كانت صعبة وقاسية، خاصة أنني أعشق الحرية والخروج والتنقل من مكان لآخر، لأجد نفسي فجأة خلف أسوار السجن، لكن نلقى هنا معاملة كريمة، حيث أقيم داخل عنبر برفقة 9 من النزلاء، سارت بيننا صداقة مع مرور الوقت، نتجاذب أطراف الحديث فيما بيننا، ونحكي قصصنا، والظروف التي قادتنا للسجن، ويوجد جهاز تليفزيون نتغلب به على الوقت، نشاهد أعمال درامية وأحياناً مبارايات كرة قدم، فضلاً عن السماح لنا في أحياناً كثيرة بالخروج للتريض".

وحول أوضاع السجناء، قال النزيل:" السجون مختلفة تماماً عما يصدره البعض من شائعات، فهنا نلقى كل إحترام ومعاملة كريمة، ويوجد إهتمام بالمنظومة الغذائية، حيث يقدموا لنا 3 وجبات يومية، فضلاً عن الإهتمام بمنظومة الصحة فتوجد مستشفى ضخم بسجون برج العرب ، ويتم فحصنا بصفة دورية، ويسمحوا لنا بممارسة الهوايات سواء الرياضة أو الذهاب للمكتبات، فضلاً عن وجود غرف للوعظ الديني "الإسلامي والمسيحي"، حيث يحدثونا عن الصبر والإستفادة من الأخطاء وتلاشيها، وأهم شىء في السجون عملية التأهيل النفسي للنزلاء، حتى لا يعودوا للجريمة مرة أخرى عقب خروجهم من السجن، والعمل على أن يتقبلهم المجتمع ولا ينظر إليهم على أنهم "رد سجون"، والسماح بأسرنا بزيارتنا في الأوقات الرسمية المخصصة للزيارة وزيادة عدد الزيارات في المناسبات الدينية والوطنية.