لا يمكن أن ننسى الكوميديا التي تفجرها بداخلنا الفنانة دينا سمير غانم بمسلسها الكوميدى" نيللي وشريهان"، ونحن نتابعها في رحلة الفشل الذريع في نطق مثل شعبي بطريقة غير صحيحة، لنغرق في الضحك كلما سخرت من زوجه أبيها "صباح" عند زواجه بها وهي تؤكد لصديقتها: "أنا مش هاسيبها تأكل بعقله كنافة"، لتصحح صديقتها: "اسمها تاكل بعقله حلاوة..  يا نيللي".

أخطاء "نيللي" في الأمثال الشعبية تشبه عددا كبيرا من المصريين الذين يستبدلون الكلمات الصحيحة بأخرى خاطئة، في مثل شعبي ليحرفوا أصله تماما، ما يخل بمضمون المثل الأصلي، أبرزها المثل الشعبي الشهير:"أنا كافي خيري شري"، والذى أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي على "فيسبوك"، وموقع التدوينات القصيرة "تويتر" من النطق الخاطئ للمثل الذي فرغه من أصله الهادف والصحيح، الذي يقول" أنا كافي غيري شري" 

وفي الوقت الذي يجهل فيه الكثيرون حقيقة هذا المثل الأصيل، فمعناه يدور حول أننا مكتفون بأنفسنا ولا نعطي اهتماما لما يجري حولنا ولا نتدخل فيما لا يخصنا، نتيجة لذلك لا نتدخل في مشاكل، ولا نحمل الآخرين أخطاءنا، بل نكفيهم عن الشرور التي قد يحدثها شخص يمتهن إيذاء الآخرين.

كما انضم المثل الشعبي "اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع" إلى قائمة الأمثال الشعبية التي تنطق بشكل خاطئ، لأن أصل المثل الشعبي: "اللى يعوزه البيت يحرم على الجارة"، وهو يعني أنه لا يجوز الإنفاق على الجار في حال تعثر إنفاق الأسرة والأبناء، أو قيام رب الأسرة بالإنفاق على الفقير وأولاده محتاجون طبقا لما روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عن رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ، أو يَعُوْلُ».

وقد أثار ضم كلمة "جامع" في سياق المثل الشعبي جدلًا كبيرًا بين علماء الأزهر، ففي الوقت الذي أيد فيه البعض صحة المقولة الشعبية وأنها مستقاة من الأحكام الشرعية، حيث قال الشيخ محمد وسام، مديرإدارة الفتوى المكتوبة بدارالإفتاء، أن المقولة مأخوذة من الأحكام الشرعية، رفض الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية الأسبق المقولة، مؤكدا فى برنامجه: والله أعلم" أن على المسلم أن يبدأ بمن يعول، وأنه ليس على الإنسان أن ينفق على المسجد وأهله فى حاجة له، وهو يرفض المثل الشعبى بقولة" لا يمكن أن تستمر فى شيئ يغرقك، ولايجوز أن تبخل إذا كان لديك أموال زائدة".

وتنضم إلى قائمة الأمثال الشعبية التى تنطق بشكل خاطئ لتحرف أصلها مثل" إبعد عن الشر وقنّي له"، والتى تعنى " إعمل قناة بينك وبينه"، بما يعنى اتساع الفجوة الكبير بين الإنسان والشر لتفصلهما قناة مساحتها كبيرة، بما يوحى باستحالة حدوث الشر، ولكن بمرور الزمن تم تحريف المثل عن أصله، ليكون كالتالى :" إبعد عن الشر وغني له"

إقرا ايضا

في ذكرى وفاته.. حسين صدقي فنان ارتدى العمامة وحارب الخمور