التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 02:00 م , بتوقيت القاهرة

"يوم اليد الحمراء".. أطفال العالم يرفعون شعار "لا للاستغلال"

استغلت بعض الدول براءة أطفالها، وعدم قدرتهم على التمييز بين الحق والباطل، وعدم إدراكهم الكامل لحتمية الموت وبشاعة القتل، وافتقارهم القدرة على تحديد الأخطار بشكل صحيح أو تقييم المخاطر، حيث يسهل التأثير عليهم واستغلالهم، في المشاركة بالحروب والأعمال القتالية حول العالم.


 ففي الحرب العالمية الأولي انضم 250 ألف صبي دون سن الـ18 إلى الجيش في بريطانيا العظمى، وفي الحرب العالمية الثانية، قاتل الجنود الأطفال في جميع أنحاء أوروبا، ليتجاوز عدد الأطفال المشاركين في الحروب لأكثر من 250 ألف، في أكثر من 17 دولة، ثلثهم من الفتيات، وذلك وفقًا لآخر إحصائية صدرت في عام 2009.



انتفاضة وبروتوكول 


الأمر دعا دول العالم لتنتفض في مقاومة مستغلي الأطفال، بتطبيق عدد من الاتفاقيات الدولية التي تحاول الحد من مشاركة الأطفال في الصراعات المسلحة، فقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد بروتوكول اختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة عام 2000، وقع عليه أكثر من 100 دولة مختلفة، وينص البروتوكول على أن تقوم الدول الأطراف في اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم اشتراك الأشخاص دون سن الـ18 في أي حرب مباشرة، ولا يتم تجنيدهم إجبارياً في قواتها المسلحة.


يوم عالمي بيد حمراء 


ويحتفي العالم في 12 فبراير من كل عام بـ"يوم اليد الحمراء"، اليوم العالمي لمكافحة استغلال الأطفال كجنود، وهو اليوم الذي دخل فيها البروتوكول حيّز التنفيذ، في 12 فبراير 2002، حيث يقف العالم أجمع في مواجهة مستغلي الطفولة البريئة لتحقيق غاياتهم الشريرة، فتقام الفعاليات في جميع أنحاء العالم، برفع يد حمراء، للفت الانتباه إلى مصير الأطفال، الذين يجبرون على العمل كجنود في الحروب، ودعمهم، والعمل على إعادة تأهيل الأطفال الذين عملوا جنودًا.


يوم اليد الحمراء


دول تستجيب وأعداد لا تتغير   


وتنشط العديد من المنظمات الدولية ضد استخدام الأطفال كجنود، منها اليونيسيف، ومنظمة العفو الدولية وجمعية الصليب والهلال الأحمر، فمنذ عام 2008، أزيلت كل من سيراليون وليبيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وساحل العاج من القائمة السوداء، حيث اهتمت تلك الدول بتسريح الأطفال من الجيوش ونزع السلاح، وإعادة دمجهم كجزء هام في السلام، لكن هذه العملية مكلفة وتتطلب عمل المجتمعات بأكملها، فعلي الرغم من تلك المساعي إلا أن التقديرات تشير  إلى أن عدد الأطفال المشتركين في الصراعات المسلحة في جميع أنحاء العالم لم يتغيّر بين عامي 2006 و2009، كما يتراوح مجموع الأطفال العائدين لمجتمعاتهم المحلية و الخاضعين لإعادة التأهيل بين غير كافية أو منعدمة.


17421846_303


استغلال بثلاثة وجوه 


أخذ الاستغلال العسكري للأطفال ثلاثة أشكال مختلفة، الأول مشاركة الأطفال بالأعمال القتالية بشكل مباشر، والثاني مشاركتهم بأدوار مساندة مثل العمل كحمالين أو جواسيس أو رسل أو الوقوف في نقاط المراقبة، والثالث تحقيق مكاسب سياسية مثل استخدامهم دروعاً بشرية أو للدعاية لجلب العطف من العامة، ولذلك تحددت مفاهيم استخدام الأطفال عسكرياً بعدد من المعايير القانونية الدولية، وتشمل "القانون الدولي لحقوق الإنسان" و"القانون الدولي الإنسان".


ووفقًا للبروتوكولين المضافين لاتفاقيات جنيف والمعتمدة عام 1977، فإن الأطفال الذين لم يبلغوا سن 15 عاماً يجب أن لا يسمح لهم بالانضمام للقوات المسلحة أو الجماعات، ولا يجب أن يسمح لهم بالمشاركة في الأعمال العدائية، كما يجب على الدول المشاركة في اتفاقيات جنيف أن تعطي أولوية لمن هم أكبر سناً من الفئة دون الـ18 عام.


ومن ناحية أخري تتضمن اتفاقية أسوأ أشكال عمل الأطفال التي اعتمدتها منظمة العمل الدولية عام 1999 "إن التجنيد القسري أو الإجباري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة" هو أحد أسوأ أشكال عمل الأطفال، وفي سياق هذه الاتفاقية، فإن مصطلح "طفل" ينطبق على جميع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً.


اقرأ ايضًا ..


صور.. على طريقة سعيد صالح في "العيال كبرت".. أمريكية "تحكم نفسها"