التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:59 ص , بتوقيت القاهرة

"كملي بعدي".. لقد أصبنا بالعدوى ووقعنا في الفخ

صارت الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل "ارسلها إلى 10 أشخاص وستسمع خبرا سعيدا"، مجالا للسخرية والتندر، ويقطع رجال دين وفقهاء بضرورة تجاهلها تماما وعدم الانسياق وراء محتواها الذي لا يمت للدين بأدنى صلة، بل يذهب البعض إلى وقوف بعض ضعاف النفوس والضمائر وراءها لتحقير الدين في نفوس الناس.


وصل صدى هذه الرسالة بالطبع إلى صفحات السخرية، حتى اتخذوا منها مادة دسمة للكوميكس والسخرية.


كملي بعدي.. حملة مليونية للاستغفار تنتشر بشراسة


 وزيادة في النكاية  تفاعل البعض مع الرسالة بـ "مش عايزة أقولكوا ع المفاجأة بقي كل الرسائل اللي جاتلي ومكتوب فيها (كملي بعدي ) وقفت عندي".


تقول استشارية الطب النفسي، الدكتورة فاطمة الشناوي، إن مثل هذه الظواهر مجرد عدوى سلوكية تصيب الناس، وتنم عن جهل وفراغ، مضيفة: "الفراغ يدفع الناس لإرسال وتداول مثل هذه الرسائل، ومن يصدقها فهو جاهل ولا يعرف الكثير عن الدين، الله يستجيب في كل وقت ولكل شخص ولا يضع شروطا للدعاء، فلماذا نصعّب الأمر على أنفسنا بشروط لاستجابة الدعاء".


وتوضح "الشناوي": "هناك لمحة بسيطة قد تثبت مدى جهل الأشخاص الذي يتداولون هذه الرسائل، إنهم حتى لا يستطيعون صياغتها بلغة عربية سليمة في أغلب الأوقات، فكيف تعتبرها دعوى موثوقة".


وعن طريقة التعامل مع مثل هذه الرسائل، تقول استشارية الطب النفسي: "عن نفسي أناقش من يرسلون لي مثل هذه الرسائل، وأطلب منهم عدم إرسالها لي مرة أخرى، وأوضح لهم أن مثل هذه الشروط لسماع خبر جيد أو توعدي بخبر سيء إن لم أنساق لعدواكم السلوكية لا يناسبني ولا يعجبني، وغالباً ما يجيئني منهم الرد بمنتهى السذاجة والسطحية، ويقولون نحن لم نكتب هذه الرسالة بل تلقيناها هكذا، فأنصحهم أن يعملوا عقولهم، فإن الله لا يحب الجاهلين".


وتقول الدكتورة هنا رضوان، خبيرة العلاقات والمعالجة النفسية، إن أغلب مروجي فكرة حملات الاستغفار ينساقون وراءها بدافع التدين أو الخوف من أخذ موقف ضد التيار، وهي طريقة للعبادة بجلب المنفعة أو درء الضرر".

وتضيف "رضوان": "الاستغفار معمول به في كل الديانات، وله طاقة عظيمة وقدرة هائلة على فعل المعجزات لا يمكن إحصاؤها، في كل الأديان هناك ثقافة الاستغفار والامتنان وهي أن تتوجه لله وإلهك الذي تؤمن به وتستغفر عن ذنوبك كلها، والامتنان أيضا رفيق الاستغفار، ولكن ليس بالمعنى الدارج وهو أن تقول الحمد لله فقط، ولكن أن تمتن لله وتحمده على كل نعمة وترضى بحياتك بمزاياها وعيوبها، ولكنك تطلب من الله أن يمنحك شيئا تتمناه أو يرفع عنك بلاء لا تتحمله، وكل علماء الطاقة يعرفون ما هي طاقة Apologies and gratitude ومدى فاعليتها في تحقيق الأمور الصعبة".


وعن الطريقة المثالية للتعامل مع مروجي مثل هذه الرسائل التي تتوعد وتهدد في حالة الامتناع عن إعادة إرسالها، تقول هنا رضوان: "إذا كان الشخص على علاقة قوية بكم فيكفي أن ترسلوا له وجها غاضبا وإذا سألكم لماذا أنتم غاضبون لهذه الدرجة، فعبروا عن وجهة نظركم بلطف، وإذا اشتد النقاش تراجعوا وانهوا الأمر، أما إذا كانوا أشخاصا لا تعرفونهم فلا تتناقشوا معهم من الأصل، لأن المعرفة والوعي مثل القدر يقدر الله لكل شخص وقت للمعرفة وتفتح الذهن والاقتناع".

كملي بعدي