التوقيت الأربعاء، 09 يوليو 2025
التوقيت 11:24 ص , بتوقيت القاهرة

خالد صلاح يكتب: "إعلام المصريين" بين الأسئلة الحائرة والشائعات الجائرة

لم أعتقد يوما أن التأثير الإعلامي والسياسي والشعبي لمجموعة "إعلام المصريين" قد وصل إلى هذا الحد من القوة والتأثير وسعة الانتشار، فما جرى طوال الأسبوع الماضي مذهل في حجم ردود الفعل على الإجراءات التي قادت المجموعة إلى الاندماج الكلي تقريبا مع شركة إيجل كابيتال بعد استحواذ إيجل على أسهم المجموعة بمحطاتها المختلفة في التليفزيون والراديو، وشركات الإنتاج والصحف والمواقع الإلكترونية.


أسبوع كامل تقريبا ولا حوار في مصر، ولا شائعة على شبكات التواصل، ولا مقال لكتاب كبار وصغار إلا ويتناول المجموعة وقياداتها السابقة واللاحقة، ومحطاتها وصحفها، بل وميزانياتها واستثماراتها، بالرأي والتحليل أحيانا، أو بالهلس والجهل والفبركة والضغائن الدفينة في معظم الأحيان.


لا تحتاج أنت إلى ذكاء من نوع مختلف لتدرك أن إعلام المصريين أصبحت في صدارة المشهد الإعلامي المصري، بلا منافس تقريبا، أو بمحاولات مضنية من منافسين مجتهدين يسعون للحاق بما أنجزته المجموعة من انتصارات ونجاحات على مختلف الأصعدة، وسأستثني هنا بعض المنافسين السفهاء الذين توهموا أن محاولاتهم اليائسة لضرب المجموعة من الداخل وإطلاق الشائعات حولها، ونشر بيانات مضللة عن أوضاعها المالية والفنية هي سبيلهم الوحيد للنجاح.


هنا قررت أن أكتب، ليس من قبيل الرد على التضليل، ولكن في الحقيقة لأحتفل بمكانة مجموعة إعلام المصريين وما أنجزته خلال ثمانية عشر شهرا مضت، وأحتفل أيضا بالمستقبل الذي تنتظره هذه المجموعة خلال الثمانية عشر شهرا المقبلة، فما جرى إنجاز حقيقي لقيادات إعلام المصريين التي أسست هذه الشركة وعلى رأسهم رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وما ننتظره سيمثل نقلة نوعية أخرى وإنجازا من نوع مختلف لحصاد الثمار، وتحويل هذه المجموعة إلى كيان اقتصادي شعبي يملكه المصريون أنفسهم من خلال العمل على طرح أسهم المجموعة في البورصة المصرية، ولولا الإنجاز في مكانة المجموعة واستثماراتها واسمها في الماضي، ما كنا قد وصلنا إلى المرحلة التالية من التطوير والمؤسسية وتهيئة هذا الكيان الإعلامي ليكون مستعدا لتطبيق معايير وشروط الطرح في البورصة المصرية.


إعلام المصريين هي كيان لم يتأسس لمصالح تجارية ضيقة للمساهمين، لكنه تأسس ليبرهن على أن الإعلام المصري يستطيع مرة أخرى احتلال موقع الريادة، والريادة هنا ليست على طريقة من أطلقوا هذا المصطلح في الماضي لكنها ريادة فعلية بالمعايير الفنية والمهنية، وريادة أخرى بالعمل على أن تحقق هذه المجموعة عائدا تمكنها من قيادة نفسها بنفسها من الناحية المالية، بل وتحقيق أرباح تجذب ملايين المساهمين المصريين لامتلاك أسهم في المجموعة.


هذه الفكرة هي الأساس في كل ما سعت إليه إعلام المصريين منذ اللحظة الأولى، وكانت فلسفة مؤسسيها هي إنشاء أول كيان إعلامي شعبي يملكه المصريون، وليس مملوكا لأحد إلا الشعب المصري وحده، لا قوة عظمى وراءه، ولا سلطان عليه سوى الجمعية العمومية للمساهمين التي ستشكل من المساهمين الذين سيمنحون أسهم المجموعة قيمة كبرى عند طرح هذه الأسهم في البورصة.


لم تكن إعلام المصريين شركة أفراد، أو شركات تجارية، لقد كانت منذ اللحظة الأولى شركة للمصريين جميعا، وقد وضع المؤسسون لهذه المجموعة نصب أعينهم من اللحظة الأولى خطة شاملة على مراحل تضمن الوصول إلى مرحلة الاكتتاب العام في البورصة، وقد تم تقسيم المراحل على النحو التالي:


المرحلة الأولى: 


وهي مرحلة بناء العلامة التجارية (البراند) وقد اعتمد مؤسسو المجموعة في هذه المرحلة منطق الاستحواذ على فضائيات وصحف مواقع بعضها ناجح، وبعضها تحول من الخسارة إلى النجاح بعد دخول المجموعة، وربما كانت الاستثمارات التي تدفقت على مجموعة قنوات ON TV هي أكبر دليل على هذا الفكر المتطور، فهذه الشبكة تصدرت الشبكات التليفزيونية العاملة في مصر خاصة في مجال القنوات العامة والقنوات الرياضية وتنافس بقوة على صعيد القنوات الإخبارية وقد اكتملت دائرة (البراند) من خلال قنوات الراديو التي أسستها المجموعة، ثم تصدرت المجموعة عالم الديجيتال من خلال مواقعها الإلكترونية الكبرى التي احتلت المراكز الأولى في صحافة الديجيتال على الصعيد العربي وعلى رأسها اليوم السابع ثم صوت الأمة ودوت مصر، لتتربع المجموعة على عرش التليفزيون والراديو وعالم الدييحتال في وقت واحد.


المرحلة الثانية:


شهدت هذه المرحلة خطوات بالغة الذكاء وبمنطق استراتيجي غير مسبوق في صناعة الإعلام في مصر منذ الستينات وحتى اليوم، إذ قدر مؤسسو هذه المجموعة أن أحد أسباب الأزمات المالية التي تواجهها صناعة الإعلام هي عدم السيطرة على عناصر الإنتاج الإعلامي والدرامي، فسعت المجموعة إلى الاستحواذ على عدد من شركات الإنتاج الكبرى مثل سينرجي ومصر للسينما وغيرها، الأمر الذي ساعد إعلام المصريين على ضبط عناصر الإنتاج من المنبع مما يساهم حتما في تحقيق شركات المجموعة لأرباح رائعة في كل المراحل، سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى البث التليفزيوني أو الإذاعي، جنبا إلى جنب مع التكامل الذي جرى بين مؤسسات الميديا المرئية والمسموعة، وبين مؤسسات النشر الصحفي والإلكتروني.


المرحلة الثالثة:


أذكرك هنا أن هذا التخطيط الاستراتيجي كان يضع عينيه منذ اللحظة الأولى على أن يعود هذا الربح على المساهمين المصريين الذين يترقبون طرح أسهم المجموعة في البورصة المصرية، أي أن هذا الربح يعود على الشعب أولا الذي سيكون هو المالك الأول لهذه المجموعة، ومن ثم حانت اللحظة لضبط المرحلة الأخيرة، فبعد اكتمال البناء المؤسسي في كافة الشركات الإعلامية والصحفية والإنتاجية التابعة للمجموعة، جاء الدور على مرحلة ضبط الهياكل المالية وفق أسس علمية عالمية تليق باستمرار إعلام المصريين بنفس معدلات النجاح والتفوق، وتليق بمرحلة طرح أسهم المجموعة في البورصة المصرية، ولذلك دخلت شركة إيجل كابيتال بما لديها من خبرة فريدة في مجال الاستثمار، وتحت قيادة الوزيرة الدكتورة داليا خورشيد التي قادت حقيبة الاستثمار في مصر في فترة بالغة الأهمية والحساسية، وتتولى الوزيرة استثمار هذه العلامة التجارية الكبيرة وهذه المؤسسة الإعلامية الضخمة، وهذا التأثير الشعبي الواسع، لتحوله إلى أسهم تحظى بثقة المصريين، وتحقق أرباحا لكل من يمتلك حصة في هذه المجموعة الفريدة من نوعها، ولذلك جرت عملية استحواذ إيجل كابيتال لتتحول إعلام المصريين من مرحلة النمو والتألق وبناء العلامة التجارية، إلى مرحلة الحصاد والضبط العلمي والمنهجي لتكون أول وأكبر كيان إعلامي يتم طرحه للبورصة ويمتلكه المصريون جميعا، وسعيا للحفاظ على ماكينة التألق الإعلامي فقد جرى تعيين المهندس أسامة الشيخ رئيسا لمجلس الإدارة، وهو ابن لهذه المهنة، وأحد صناعها الذي أبدع في مراحل مختلفة سواء على مستوى قيادة المحطات التليفزيونية، أو إدارة عناصر الإنتاج الدرامي والإعلامي من المنبع، ليحقق أعلى كفاءة بأقل تكلفة، لتستمر هذه الشركة، المملوكة للمصريين جميعا في تحقيق هدفين هما (التألق والريادة أولا، وتحقيق أرباح للمساهمين ثانيا).


هكذا خططت إعلام المصريين لنفسها منذ اللحظة الأولى، وهكذا رتب المساهمون أوراقهم نحو هدف استراتيجي كبير، وكانت جميع قيادات المجموعة على علم وإطلاع منذ اللحظة الأولى بمراحل هذه الخطة المتفردة في تاريخ الإعلام المصري، والحقيقة أن أحمد أبو هشيمة كان على علم وإطلاع كامل بجميع هذه المراحل أيضا منذ اللحظة الأولى، بل أن عمليات ضبط الشركات للطرح في البورصة وترتيب الأوراق القانونية والمالية لهذا الطرح قد جرت خلال قيادات لمجلس الإدارة، بل وتعاون السيد أحمد أبو هشيمة مع الوزيرة الدكتورة داليا خورشيد لأشهر ممتدة قبل قرار الاستحواذ، وكان التفاهم بينهما في أرفع مستوياته حتى دخول شركة إيجل كابيتال إلى المشهد بصورة علنية.


هذا ما كان، وهذا ما سوف يكون.. أما المضللون والمرجفون فقد سخرنا منهم نحن هنا في شركات المجموعة، وضحكنا على أكاذيبهم الصغيرة التي طاردت أسماء كبيرة حققت نجاحات مثمرة، فهذه المجموعة لن تنسى الدور الذي لعبه أحمد أبو هشيمة في بناء (البراند) وتوسيع الاستثمار الخاص في الشركات التابعة، ولن تنسى لقيادة إعلام المصريين ما أنجزته على مستوى التطوير في هياكل الشركات، وفي ماكينة العمل العملاقة لهذا الصرح الإعلامي، ولن تنسى هذه المجموعة أيضا أن أبو هشيمة أتم دوره بإنجاز كبير، وسلم المجموعة للمرحلة الأخيرة ببراعة وتحضر لتنفيذ هذا المسار الاستراتيجي.


انظر أنت الآن إلى الفرق بين هذه الحقائق، وما سمعته أنت من تضليل خلال الأيام القليلة الماضية التي تلت عملية الاستحواذ، واكتشف بنفسك الفرق بين رجال يعملون لبناء مؤسسة عملاقة يملكها المصريون، وبين مضللين لا يرون نجاحا إلا ورشقوه بالحجارة، ولا يرون إنجازا إلا وطاردوه بالتضليل.


إنني أدعوكم لأن تترقبوا هذا الحدث الأهم في تاريخ الإعلام المصري، حدث طرح مؤسسة إعلامية كبرى في البورصة المصرية، هذا الحدث الذي يعني للمرة الأولى أن الإعلام المصري لن يملكه أشخاص أو هيئات أو شركات، لكن هذا الإعلام سيملكه المصريون أنفسهم، وسيكون المساهمون من الشعب هم السلطة الأعلى التي تحدد أسماء مجلس الإدارة، وتتفق على السياسات التحريرية، وتقود الإعلام نحو مساره الوطني برقي ونجاح وبراعة وجاذبية.


إعلام المصريين.. إعلام يملكه الشعب.. لصالح الشعب..